Loader
منذ سنتين

معنى قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ" وتوضيح عقيدة أهل السنة


  • التفسير
  • 2021-12-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3422) من المرسل ف. إ. ف سوداني مقيم في اليمن، يقول: قال الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ"[1]  بعض الناس يقولون: إن الله موجودٌ في كل مكان، وآخرون يقولون: إن الله فوق سماواته، نريد توضيح هذا الأمر مع شرح الآية الكريمة.

الجواب:

        من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله -جلّ وعلا- مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله، وهو مع خلقه بعلمه، وقد جاء ذلك في مواضع من القرآن، منها قوله تعالى: "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا"[2]، فالله -جلّ وعلا- يعلم ما يكنّه صدر الإنسان، يعلم السرّ وأخفى.

وأما قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ"[3] فهو -جلّ وعلا- موجد هذا الكون، وهو رب كلّ شيءٍ ومليكه، ومَنْ في السماوات ومن في الأرض كلهم عبيد له، "إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)"[4] فهم عباده لا يخرج أحدٌ عن هذه العبودية، ولهذا مَنْ خرج عن هذه العبودية، فإن الله -سبحانه وتعالى-  قد أعدّ له نار جهنم؛ لأن الناس يوم القيامة قسمان:

        قسمٌ في الجنة، وهم المتقون المطيعون لله -جلّ وعلا-.

        وقسمٌ في النار، وهم الذين لم يتقوا الله -جل وعلا-؛ بل كفروا به.

        فالواجب على الإنسان أن يأخذ بعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب، وفي غيره من أمور العقائد، ولا يلتفت إلى ما سلكه بعض أهل الزيغ والضلال، كالذين يقولون: إن الله موجودٌ في كلّ مكان، فإن هذه عقيدة الحلولية، يعني: إن الله -سبحانه وتعالى-  حالٌ في كلّ مكان، هذا ليس بصحيح؛ بل -كما سبق في بداية الجواب- إن الله -جل وعلا- مستوٍ على عرشه؛ ولكنه محيطٌ بعلمه على كلّ شيءٍ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (84) من سورة الزخرف.

[2] من الآية (7) من سورة المجادلة.

[3] من الآية (84) من سورة الزخرف.

[4] الآيتان (93، 94) من سورة مريم.