Loader
منذ 3 سنوات

والدها العصبي لا يحبها إطلاقاً؛ لإنها تقف بينه وبين والدتها إذا أراد ضربها وتتجنبه، هل هذا عقوق؟هل يكون منع إجابة الدعاء بسبب هذا العقوق؟ وحكم الخروج دون إذنه؟


  • فتاوى
  • 2021-08-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7296) من المرسلة أ.ع.س.، من اليمن- صنعاء، تقول: بعد أن شرحت في حلقةٍ ماضية طريقة تعاملها مع والدها العصبي الذي لا يحبها إطلاقاً، تقول: هو لا يرتاح لي ولا يطمئن، والسبب في ذلك أنني أقف بينه وبين والدتي إذا أراد أن يضربها، ويعتقد أن كل مشكلةٍ تقع في البيت بسببي، فلا يحبني ولا يتكلم معي، لذا لا أستطيع أن أتكلم معه بكامل حريتي أو أقعد معه ولا حتى المزاح؛ وذلك لتجنب شره وسبه وشتمه. وأكون بعيدةً منه كثيراً إذا حصل منه شيء داخل البيت، هل يكون كرهي لوالدي عقوبة، علماً أنه لا سبب مني؟ وهل يكون منع إجابة الدعاء بسبب هذا العقوق؟ وهل يجوز لي الخروج دون إذنه؟ وهل من نصيحةٍ لي توجهونها أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        أما ما يتعلق بهذه المرأة وبوالدها وبأمها، فمن جهة الأب هو راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، وبالنسبة للمرأة هي راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، وبالنسبة للبنت هي فردٌ من أفراد رعية الأب؛ وكذلك هي فردٌ من أفراد رعية الأم.

        فأما بالنظر للأب فإن الله سبحانه وتعالى استرعاه على زوجته وعلى أولاده، وواجبٌ عليه أن يحب لهم ما يحب لنفسه، وأن يكره لهم ما يكرهه لنفسه، وأن يتعامل مع كل واحدٍ منهم كما يحب أن يتعامل معه ذلك الواحد، وقد قال ﷺ: « لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه »، وكلمة « لأخيه » هذا ليس له مفهوم، فالشخص لا يؤمن حتى يحب لأبيه، لأمه، لأخيه، لابنه، لفردٍ من أفراد الناس لأن هذا عام.

        وعلى هذا الأساس فلا يجوز للأب أن يحصل منه أذى لا على زوجته ولا على أولاده؛ لا أذىً من ناحية القول، ولا أذىً من ناحية الفعل. ولا فرق في ذلك بين ترك واجبٍ عليه أو بين أمرٍ محرمٍ عليه أن يفعله، هذا بالنسبة للأب؛ وكذلك بالنسبة للأم في تعاملها مع زوجها، وهكذا بالنسبة للبنت تتعامل مع أبيها وتتعامل مع أمها في حدود ما شرع الله -جل وعلا-، ولا تخرج من البيت إلا بإذن والدها ؛ لأنه هو المسؤول عنها. وبالله التوفيق.