كيف نقضي على الخلاف بين المسلمين ليتحقق لنا سبب القوة والعزة؟
- فتاوى
- 2022-02-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10765) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كيف نقضي على الخلاف القائم بين المسلمين ليتحقق لنا سبب القوة والعزة؟
الجواب:
من المعلوم أن الدين واحد وأن هذه الشريعة شريعةٌ عامة، ومعنى العموم -هنا- أنها عامةٌ لجميع المُكلفين على وجه الأرض، وعامةٌ للإنس والجن؛ كما قال -جل وعلا-: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[1] وكما قال -جل وعلا-: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[2] والأدلة كثيرة؛ وكذلك رسالة الرسول ﷺ في قوله -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[3]، ويقول ﷺ: « بُعثت إلى الأحمر والأسود وكل نبيٍ يبعث إلى قومه خاصة ».
فعلى هذا الأساس الشريعة عامة، ورسالة الرسول ﷺ عامة. ننظر إلى موقف النّاس من هذه الشريعة. وموقف الناس بيّنه الرسول ﷺ في افتراق هذه الأمة وأنها ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقة قال: «كلها في النار إلا واحدة ». قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي».
فهذا الاختلاف الموجود على وجه الأرض لا يرجع إلى ذات الشريعة؛ وإنما يرجع إلى النّاس، والأسباب التي تؤدي إلى هذا منها ما يكون من باب الحسد، ومنها ما يكون من باب الهوى، ومنها ما يكون من باب تسويل الشيطان؛ إلى غير ذلك من الأسباب التي هي عبارةٌ عن مداخل الشيطان على بني آدم وهي كثيرةٌ ولا يتسع هذا البرنامج إلى سردها؛ لكن الغرض هو أن هذا الخلاف الموجود لا يرجع إلى ذات الشريعة؛ وإنما يرجع إلى الناس وذلك راجع إلى ما يقع في نفوسهم من جهة، أو ضعف التحصيل العلمي من جهةٍ أخرى.
وبناءً على ذلك كله: فالواجب على المسلمين عموماً أن يتعلموا دينهم على وجهٍ صحيح. صحيح يوجد علماء لكن أنا أتكلم على وجه العموم، أنا أتكلم على من لم يتعلم، فعلى كل شخصٍ أن يتعلم ما أوجب الله عليه؛ وسواءٌ كان ذلك في فرض العين، أو في فرض الكفاية؛ لأن فرض الكفاية لا بد من يقوم به كما قال -جل وعلا-: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[4] وقد يكون فرض الكفاية فرض عينٍ باعتبار الأشخاص إذا توقف عليه الأمر ولا يقوم أحد مقامه في هذا الأمر. وبالله التوفيق.