Loader
منذ سنتين

حكم من يذهب إلى البدوي والحسين وغيره من قبور الأولياء بقصد التبرك والنفع ودفع الضرر


الفتوى رقم (9848) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما الحكم في من يذهب إلى البدوي والحسين وغيره من قبور الأولياء بقصد التبرك والنفع ودفع الضرر وغير ذلك من الأمور؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- هو المتصرف في هذا الكون، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهو القادر على نفع الخلق وقادرٌ على ما يشاء، وقد جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال لابن عباس-رضي الله عنهما -: « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ».

        فاستعانة الإنسان بالله هذا من العبادة يستعين بالله -جل وعلا-، يدعوه في جلب نفعٍ أو في دفع ضرٍ؛ وأما الاستعانة بالحي الحاضر القادر على عملٍ من الأعمال وهو قادرٌ على أن يفعل هذا الشيء هذا ليس فيه بأسٌ.

          لكن تستعين بشخصٍ غائبٍ، أو تستعين بشخصٍ ميت تريد منه أن يجلب لك نفعاً أو أن يدفع عنك ضراً لا شك أن هذا من الشرك الأكبر؛ وبخاصة من الأشخاص الذين يأتون ويطوفون على القبور ويسألون الأموات أن يجلبوا لهم نفعاً أو أن يدفعوا عنهم ضراً؛ سواءٌ كان ذلك من دون الله -جل وعلا- حسب اعتقادهم، أو كان ذلك مع الله -جل وعلا- فالله -تعالى- قال: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ».

        فلا يجوز لهم أن يأتوا إلى هذه المحلات وأن يدعو بهذه الأدعية. والواجب عليهم دعاء الله -جل وعلا- في جلب النفع ودفع الضّر. ومن رآهم وهو قادر على الإنكار فإنه ينكر عليهم قدر استطاعته. وبالله التوفيق.