الفتوى رقم (12408) من المرسل السابق، يقول: أنا أدرس في الجامعة وعندنا دكتور يعقّد المادة ويصّعب الأسئلة، وطريقة التعامل مع الطلاب شديدة جداً. وقد حدثني بعض الطلاب بأنه لم ينجح في الفصل الماضي عنده سوى طالبين. فضيلة الشيخ، هل يجوز الغش عند مثل هذا المعلم أو الدكتور؟ وما توجيهكم لتسيير المنهج على الطريق الصحيح مأجورين؟

الجواب:

العلاقة التي بين المدرّس وبين المنهج المقرر وبين الطلاب هو داخل في عموم قول الله -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[1] فالمنهج أمانة في عنق المدرّس من جهة العطاء، وأمانة في عنق الطالب من جهة الأخذ؛ ولكن المدرّس قد يسلك مسلك الإفراط؛ بمعنى: إنه يحمّل الطلاب أكثر من الواجب عليهم. أو يسلك مسلك التفريط؛ بمعنى: إنه يحذف جزءاً كبيراً من المنهج من أجل أنه يتحصل على رضى الطلاب. أما بالنظر للطالب فالطالب يريد النجاح، ولا ينظر إلى مقدار الفائدة التي يحصلها، ولا مقدار الفائدة التي تفوته؛ يهمه أن يكون ناجحاً. أما ما أشار إليه من ناحية الغش فالرسول ﷺ يقول: « من غشنا فليس منا ».

ولكن إذا ظهر لجميع الطلاب أن الأستاذ متعسف في طريقه؛ بمعنى: إنه سلك مسلك الإفراط فبإمكانهم أن يسجلوا من كلامه ما يكون أساساً لإدانته، ويُرفع هذا إلى الإدارة المختصة، وهي تعمل ما يجب عليها. وبالله التوفيق.