Loader
منذ 3 سنوات

حكم صمت الرجل مع زوجته ومعاملتها بقسوة


الفتوى رقم (5772) من المرسلة أ.ع.، تقول: أشكو من تصرفات زوجي فإنه لا يجالسني المجالسة المرجوة. وإذا جلس معي فهو في صمت دائم ويعاملني معاملة قاسية، أرجو منكم التوجيه كيف أتصرف؟

الجواب:

        تصرفات الزوج مع زوجته وتصرفات الزوجة مع زوجها يكون لكلّ تصرفٍ أسباب، فإذا كان كلٌ من الزوجين أو أحدهما يتصرف مع الآخر تصرفاً خارجاً عن الحدود الشرعية فلا بدّ من بحث الأسباب التي صار هذا التصرف ثمرةً من ثمار هذه الأسباب، فالزوجة قد تتعامل مع زوجها تعاملاً سيئاً؛ إما بالنظر إلى تصرفها في البيت من جهة المال الذي يأتي به الزوج للبيت، أو من جهة قيامها بحقه فيما يتعلق بالبيت، أو من جهة قيامها بحقه فيما يتعلق بنفسها، أو من جهة أنها لا تتقيد بالبقاء في البيت، فتكون هذه الأسباب تثمر ثمرة تعود على المرأة بالضرر فيتعامل معها زوجها بأسلوبٍ من أساليب العقاب ومن ذلك ما ذكرته السائلة.

        وبنفس الطريقة قد يحصل سوء تعاملٍ من الزوج مع زوجته ابتداءً. وسوء هذا التعامل يثمر ثمرةً من ناحية الزوجة فتبادله بسوء تعامل من باب: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ"[1]، وكذلك قوله تعالى: "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا"[2].

        أما إذا كان الشخص عنده عارض من العوارض التي تشغل باله، ويكون ذلك من جهة الزوجة أو من جهة الزوج فتكون هذه العوارض خارجة عن الزوج. إذا كانت من الزوجة فلا يكون الزوج سبباً في ذلك؛ وهكذا إذا كانت في الزوج لا تكون الزوجة سبباً في ذلك، فقد يكون الشخص عنده أمور خارجة عن البيت من أمورٍ تتعلق بأعماله خارج البيت وتحدث عنده مضايقاتٍ نفسية، أو تتعلق بعمله إذا كان في عملٍ وظيفي؛ المهم أنها تتعلق بعلاقته بغيره في خارج البيت، فإذا جاء إلى البيت لا يكون على مستوىً مناسبٍ للراحة. والزوجة تريد أن يكون مرتاحاً معها من جميع الجوانب، فلا بدّ في الحقيقة من البحث عن السبب، وبعد ذلك إذا كان السبب يمكن معالجته يعالج، وإذا كان لا يمكن معالجته فعلى كلّ واحدٍ منهما أن يتحمل الآخر. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (126) من سورة النحل.

[2] من الآية (40) من سورة الشورى.