Loader
منذ سنتين

أصيبت عينه في خدمةٍ عملية تابعة للدولة، وأنفق مالاً لإجراء عملية، وقرر الأطباء عدم جدواها هل يطالب بالتعويض؛ لأنها أصيبت في عملٍ حكومي؟


  • فتاوى
  • 2022-01-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8276) من المرسلة السابقة، تقول: شاب أصيبت عينه في خدمةٍ عملية تابعة للدولة، وقدّم إجراء العملية وأنفق مالاً كثيراً، لكن قرر الأطباء عدم جدوى إجراء العملية، هل يجوز له أن يرفع دعوى للقضاء للتعويض؛ لأنها أصيبت في عملٍ حكومي؟ أم يعد أخذ هذا المال عن شيء كتبه الله عليه، ولا يجوز؟

الجواب:

        العلاقة التي بين الشخص هذا وبين الطبيب مسألة قضائية، بينه وبين السبب الذي أصابه، هذه مسألةٌ قضائية.

        أما بالنظر لعلاقته بالله -جل وعلا- فإنه الله -سبحانه وتعالى- يقول: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}[1]، ويقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[2]، ويقول -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[3]؛ لأن قبلها: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[4] فالإنسان عندما يبتلى يصبر، والرسول ﷺ يقول: « عجباً لأمر المؤمن كل أمره خير إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له ، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك لغير المؤمن » فما يصيب الإنسان قد يكون عقوبة بسبب ذنبٍ ارتكبه، وقد يكون فضلاً من الله -جل وعلا- لينال منزلةً، فقد جاء في الحديث: « إن الرجل لتكون له المنزلة في الجنة لا ينالها إلا على بلوىً تصيبه »، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (79) من سورة النساء.

[2] من الآية (30) من سورة الشورى.

[3] الآية (153) من سورة البقرة.

[4] الآيات (155 - 157) من سورة البقرة.