حكم الحلف بغير الله لمن اعتاد لسانه على ذلك
- الأيمان والنذور
- 2021-06-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (328) من المرسل س.س.ح، من السودان، يقول: يعلمون علم اليقين من حلف بغير الله فقد أشرك، ولكن لكثرة ما جرت عليه العادة عندهم لا يسلم منه أبدا، والشرك داء، ودواؤه الشهادة، فهل كلما أخطأ لسان واحد منهم بغير عمد يتشهد، وتكفر عنه؟ وهل هذا له تأثير في بقية الأعمال وهو يعلم أن الشرك لا ينفع معه عمل صالح؟
الجواب:
إذا كان مقصود السائل أنه يكثر الحلف من غير قصد بقلبه، فهذا من لغو اليمين، وقد قال الله: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ"[1]، فلا يكون آثماً في ذلك ولا حانثاً، وليس عليه في ذلك كفارة، واليمين يمين اللغو يندرج على ألسنة الكثير من الناس، مثل: لا والله، وبلى والله، وما إلى ذلك.
وأما اليمين المعقودة التي يعقد الإنسان قلبه عليها، فهذه يمين منعقدة، وقد بين الله ذلك في قوله: "وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ"[2].
فقوله: ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم؛ يعني أن المؤاخذة هنا من جهة أن اليمين منعقدة، وتترتب عليها أحكامها، هذا إذا كان الشخص يريد باليمين هنا أو اليمين المعقودة، هذا بالنظر إلى اليمين اللغو أو اليمين المعقودة.
أما المحلوف به فمن المعلوم أنه لا يجوز للإنسان أن يحلف إلا بالله باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، هذا المشروع بالحلف، قال الرسول ﷺ: « من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت »[3].
فواجب على الشخص: أن يحلف بالله؛ أي إذا أراد اليمين يحلف بالله، فقد أطاع الله من جهة، والمخرج سهل من جهة أخرى.
أما إذا كانت اليمين لغير الله، كمن يحلف بولي أو غيره، فلا يجوز للإنسان أن يفعل ذلك، وعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه، وهذه عادة سيئة مع الأسف كثير من الناس يحلف بالنبي أو يحلف بعلي أو يحلف بملك من الملائكة أو بولي من الأولياء.
وعلى كل حال، لا يجوز الحلف بغير الله أيا كان ذلك الغير، وعلى الشخص أن يكون متبعا لشرع الله، ويكون آخذا بسنة رسول الله، فقد قال الرسول ﷺ: « عليكم بسنتي »، ومن سنته الحلف بالله، وعدم الحلف بغيره، وبالله التوفيق.
[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، باب كيف يستحلف(3/180)، رقم (2679)، ومسلم في صحيحه، كتاب الأيمان، باب النهي عن الحلف بغير الله (3/1267)، رقم(1646).