Loader
منذ سنتين

حكم العزف على آلة العود، وسماع الأغاني


  • فتاوى
  • 2021-12-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2460) من المرسل ع. ع، من نجران، يقول: أنا شاب ٌمهتدٍ والحمد لله، وأقوم بواجباتي الدينية المفروضة؛ ولكنني مولعٌ بالعزف على آلة العود، وبالاستماع إلى الأشرطة، وأدمن ذلك، وأقضي أغلب وقتي فيه، فهل هذا العمل محرّم؟ وإذا كان محرّماً فما الدليل على تحريمه حتى أقلع عنه؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- أنعم على الإنسان بنعمٍ كثيرة، منها نعمة السمع، والسمع له وظائف كونية طبيعية، وله وظائف شرعية، والشخص إذا صرف السمع عن الوظائف الشرعية وعن الوظائف الكونية يكون قد أساء إلى هذه الحاسة، والله تعالى يقول: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"[1]. يسمع الإنسان ما يمكن سماعه من آيات الله الكونية؛ مثل: صوت الرعد وما إلى ذلك مما يسمع من آيات الله الكونية، ويسمع آيات الله الشرعية: يسمع القرآن، ويسمع الذكر، ويسمع الدعاء، ويسمع الأذان، إلى غير ذلك من الأمور الشرعية؛ لكن إذا صرفه عن هذا الأصل، وسخّر هذه الآلة في سماع ما حرّم الله -جل وعلا-، فإن هذا العمل لا يجوز؛ لأن هذا انحرافٌ لهذه الحاسة عن الوظيفة التي أعدها الله من أجله، فهذا الجسم عموماً له وظائف شرعية، وله وظائف كونية، فإذا سخّر الإنسان جسمه في غير الوظائف الكونية، وفي غير الوظائف الشرعية، وجعله يشتغل في أمور لا تجوز، حينئذٍ يكون مسؤولاً عن هذا الانحراف، فعندما يشتغل في الموسيقى فإن يده تشتغل، ولسانه يشتغل وعقله، وهكذا جميع الأجزاء التي فيه لها علاقةٌ في هذا الموضوع، تتحرك وتنشغل، وإشغالها هذا إشغالٌ في معصية الله، هل هذا كالإنسان الذي يقرأ القرآن، ويصلّي، ويصوم؟ أي: شغل بدنه في طاعة الله -جلّ وعلا- فالشخص قد يتساهل في بداية الأمر، وقد يتساهل وليُّه في مراقبته، وقد يتساهل المسؤول في مراقبة الشخص إذا كان مسؤولاً عنه؛ كالمدرس يلاحظ على الطالب انحرافاً، ويتساهل في ذلك، أو مدير المدرسة، يلاحظ على المدرس انحرافاً، إلى غير ذلك من المسؤولين، كلٌّ في حدود مسؤوليته، المهم أنه يحصل تساهلٌ، إما تساهلٌ قاصرٌ أو متعدٍّ، ثم تتطور هذه الصفة السيئة عند الشخص حتى تتمكن منه، وبعد ذلك يصعب عليه ويصعب على غيره المعالجة، الشخص الذي يميل إلى الأغاني وإلى الموسيقى قد يستمر على ذلك، حتى يصل إلى درجة يصعب عليه الانفكاك منها. ويدب هذا الداء إلى إخوانه الذين دونه من بنين وبنات؛ يعني: يتعدى الضرر عليهم، وقد يجر بعض زملائه في المدرسة، أو بعض الأشخاص الذين يجتمع معهم في الشارع؛ المهم هو أن هذا العمل لا يجوز من حيث الابتداء. ومن باشره فيجب عليه أن يقلع عنه، ومن كان مسؤولاً عن شخصٍ يزاول ذلك، فعليه أن يعالجه بالطريقة التي يرى أنها تحسم هذا الموضوع حسب الاستطاعة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (36) من سورة الإسراء.