Loader
منذ سنتين

هل مجرد قراءة القرآن تكون معها الشفاعة أم لا بدّ من حفظه؟


الفتوى رقم (10950) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: في قول النبي ﷺ: « اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه »[1]، هل مجرد القراءة تكون معها الشفاعة؟ أم لا بدّ من الحفظ كي تحل الشفاعة لصاحبه؟

 الجواب:

        الرسول ﷺ حينما قال هذا الكلام لم يخصصه لمن كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب، وهو عربي ويفهم كلامه على مقتضى دلالة الكلام اللغوي في هذه المسألة، فهذا عام سواء كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب، أو كان يقرؤه نظراً.

        لكن فيه تنبيه لأن بعض الناس يقرأ القرآن ولكنه يخالفه من جهة العمل، فمثلاً يقرأ قوله -تعالى-: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[2] ويعمل الزنا؛ وهكذا، يقول الله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}[3] ولا يحافظ على الصلاة جماعة، ولا يحافظ عليها من جهة وقتها، فلا يحافظ عليها من جهة الوقت، ولا من جهة المكان، ولا يحافظ عليها من جهة الكيف؛ بمعنى: إنه قد ينقرها كصلاة المسيء في صلاته، فلا بدّ أن يكون قارئاً للقرآن من جهة، ويكون عاملاً به من جهة أخرى. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة(1/553)، رقم(804).

[2] من الآية (32) من سورة الإسراء.

[3] من الآية (238) من سورة البقرة.