Loader
منذ 3 سنوات

معنى الصلاة على الرسول ﷺ


الفتوى رقم (360) من المرسل خ.ح.م من العراق - نينوى، يقول: جادلت مسيحياً عن الدِّين الإسلامي، فقلت له: إن الإسلام -الآن- في مراحل متقدمة في الدراسة، وبالأخص قلت له: لم يبقَ على دينه، هذا مع العلم أنه يعرف أن النبي خاتم الأنبياء، فسألني سؤالاً وقال: وأنتم تقولون العبارة التالية "اللهم صلِّ على سيدنا محمد "، أو" إن الله وملائكته يصلّون على النبي "، فما تفسير هذه العبارة، مع العلم أن محمد عبد من عباد الله، وكيف يتم الصلاة عليه؟

الجواب:

لفظ الصلاة يختلف مدلوله باختلاف من يضاف إليه، ففي قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "[1]، في هذه الآية صلاة من الله، وصلاة من الملائكة، وصلاة من الناس.

فالصلاة من الله على نبيه هي الرحمة والمغفرة، ورفع الدرجة؛ وأما الصلاة من الملائكة على الرسول فهو الدعاء له؛ وأما الصلاة من الناس على الرسول فهو دعاء منهم يدعون ربهم يقولون: اللهم صلِّ على محمد؛ فهم يدعون ربهم أن يصلّي عليه وصلاة الله عليه رحمته وإثابته.

ومما يحسن التنبيه عليه هو: أن الله أكمل هذا الدَّين بقوله: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"[2]، فهو كامل من ناحية ما يحتاج إليه الناس في أمور دينهم ودنياهم.

وكما أنه كامل فهو شامل لجميع الإنس والجن، يقول الله: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"[3]، ويقول الله: "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ"[4]، ويقول الله: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"[5]. ولما رأى النبي في يد عمربن الخطاب t ورقة من التوراة قال: « ما هذه يا ابن الخطاب، قال: هذه ورقة من التوراة، قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي »([6])، ومن المعلوم أن عيسى بن مريم u ينزل في آخر الزمان، ويحكم بشريعة محمد ، فالمقصود أن الشريعة عامة للإنس والجن. وبالله التوفيق.



[1] الآية (56) من سورة الأحزاب.

[2] من الآية (3) من سورة المائدة.

[3] من الآية (28) من سورة سبأ.

[4] من الآية (19) من سورة الأنعام.

[5] الآية (1) من سورة الفرقان.

[6] أخرجه أحمد في مسنده(23/349)، رقم(15156)، وابن أبي شيبة في مسنده، كتاب الحديث بالكراريس، باب من كره النظر في كتب أهل الكتاب(5/312)، رقم (26421)، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله(2/805)، رقم(1497).