Loader
منذ 3 سنوات

حكم أداء مناسك الحج أثناء العمل


الفتوى رقم (48) من المرسل السابق، يقول: أعمل في مكة المكرمة وذهبت إلى عرفات في اليوم الثامن من ذي الحجة، وعدت من عرفات بعد الزوال، ونزلت إلى جمرة العقبة ورجمتها، ثم حلقت وفككت الإحرام وذهبت إلى الحرم، وطفت وعدت إلى العمل، وكل يوم أذهب إلى منى أرجم الجمرات وأعود قبل الفجر فهل هذا جائز؟

 

الجواب:

        هذا السؤال الذي ذكرته في الحقيقة فيه إجمال، ولكن نوضح لك بعض الأمور المهمة من أجل أن تفهم وضعك:

        أولاً: فيما يخص دفعك من عرفة تقول إنك دفعت بعد الزوال، والواجب عليك أنك تبقى في عرفة فلا تدفع إلا بعد الغروب، فإذا كنت دفعت من عرفة بعد الزوال، ولم ترجع إليها، فقد تركت واجبا من واجبات الحج، وعليك في ذلك فدية تجزئ عن أضحية تذبحها وتوزعها على فقراء الحرم.

        ثانياً: فيما يخص مزدلفة لم تذكر أنك بت فيها أصلاً، وإذا كنت تركت المبيت فيها فقد تركت واجبا من واجبات الحج، عليك فدية، تجزئ أضحية تذبحها في مكة وتوزعها على فقراء الحرم.

        وإذا كنت لا تستطيع الفدية في الحالة الأولى وفي الحالة الثانية فإنك تصوم عن كل واحدة منهما عشرة أيام.

        ثالثاً: تقول إنك رميت الجمرة بعد نزولك من عرفة، وحينئذ إذا كنت رميت الجمرة قبل منتصف الليل من ليلة العيد، فإن هذا الرمي لا يجزئك، وعلى هذا الأساس تكون تركت واجبا من واجبات الحج، وعليك فدية تجزئ أضحية، تذبحها وتوزعها على فقراء الحرم.

        وإذا كنت لا تستطيع الفدية فإنك تصوم عشرة أيام.

        رابعاً: ذكرت أنك طفت وسعيت، فإذا كان طوافك وسعيك وقعا منك قبل منتصف الليل من ليلة العيد، فإن هذا السعي وهذا الطواف لا يجزئان.

        وبناءً على هذا فأنت تأتي بالطواف والسعي، لكن إذا كنت أتيت بالطواف والسعي بعد منتصف الليل من ليلة العيد، فإن الطواف والسعي يجزئانك.

        خامساً: فيما يخص المبيت بمنى لم تذكر أنك بت في منى، بل تقول إنك تأتي وترمي الجمار وترجع إلى عملك، فإذا كنت تركت المبيت في منى، فقد تركت واجبا من واجبات الحج، وعليك فدية أيضا تذبحها وتوزعها على فقراء الحرم، وإذا كنت لا تستطيع ذلك فإنك تصوم عشرة أيام.

        أما الرمي الذي وقع منك، فإذا كان وقع بعد الزوال من اليوم الحادي عشر والثاني عشر إذا كنت متعجلا والثالث عشر إذا لم تكن متعجلا فإن هذا الرمي واقع في وقته، وإذا كنت رميت الجمار قبل الزوال في هذه الأيام فإن الرمي لا يجزئك، وبناء على ذلك تكون قد تركت رمي هذه الجمار، وإذا كنت رميت جمرة العقبة قبل منتصف الليل فحينئذ تكون قد تركت جميع الجمار.

        وبناء على ذلك فيجزئك عن الجميع فدية تذبحها في مكة، تجزئ أضحية وتوزعها على فقراء الحرم. هذا ذكر لبعض الجوانب المتعلقة بحجك.

        والذي أنصحك به أن تتصل شخصيا بأحد العلماء من أجل مناقشتك مناقشة دقيقة وافية تستوفي جميع الأمور التي تركتها، والأمور التي فعلتها في الحج حتى يتبين لك الأمر على وجه سليم، وبالله التوفيق.