Loader
منذ 3 سنوات

حكم إلباس الأم بنتها لباساً قصيراً، ولبس الأم الثوب الضيق


الفتوى رقم (1652) من السائلتين السابقتين، يسألان عن الأم إذا ألبست طفلتها فستاناً قصيراً، وكذلك هي لبست الضيق من الثياب، هل عليها والحالة هذه إثمٌ أولا؟

 الجواب:

أما بالنسبة للصغيرة إذا كانت دون السبع، فكون أمها تلبسها لباساً صغيراً أو تلبسها لباساً قصيراً، هذا ليس بحرام في ذاته، لكن قد يقال: إنه ذريعة أن البنت قد تألف هذا اللباس في مستقبل حياتها؛ وأما بالنسبة إذا بلغت السبع؛ فإنها تعوّدها على سترها.

أما بالنسبة للأم فكونها تلبس لباساً ضيقاً إذا كان هذا عند زوجها، فليس في هذا شيء؛ أما إذا كانت تلبس هذا اللباس عند غير محارمها، فلتتقِ الله في نفسها؛ لأن مع الأسف كثير من النساء إذا أرادت أن تخرج إلى السوق تجمّلت أحسن ما يمكن أن تتجمّل في جسمها، ولبست أحسن ما تتمكّن من لبسه مما عندها من اللباس، ولبست الذهب فهي تحسّن جسمها، وتختار أحسن الثياب، وتلبس الذهب، وتتطيّب وتخرج إلى السوق أو إلى المستشفى، وتلبس لباساً شفافا،ً أو لباساً ضيقاً، وقد تختار الأماكن التي يكون فيها رجال أو ما إلى ذلك، فيجب أن تتقي الله في نفسها هذا من جهة، وعلى أولياء أمور النساء أن يراقبوهن من جهةٍ أخرى؛ لأن كثيرا ً من الأولياء لا يهتمون بنسائهم من ناحية خروجهن، لا يدري إذا خرجت كيف خرجت؟ ولِمَ خرجت؟ وأين خرجت؟ ومتى تخرج؟ ومتى ترجع؟ ويترك الحبل بيدها تذهب حيث شاءت وبعضهم يساعد، فإذا قالت له: أريد أن أذهب إلى السوق، فإذا كان عنده محافظة في نفسه حسب اعتقاده يذهب بها بنفسه، تطلب منه أن يأتِ بعد ساعتين، بعد ثلاث ساعات، بعد أربع ساعات، فيتركها في السوق وهي متجمّلة، ثم بعد ذلك إذا جاء الموعد يجدها في المكان الذي وضعها فيه !

وإذا لم يكن عنده محافظة حسب اعتقاده فيجعلها تذهب مع السائق، للمكان الذي تريد، وهذا في الحقيقة مخالف لمسؤولية الرجل تجاه المرأة؛ لأن الله جلّ وعلا يقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"[1]، ويقول الرسول ﷺ:« كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته »، وذكر من الرعاة : الرجل راع ومسؤول في بيته.

 فالمرأة لها تعلّق بالرجل من وجوه كثيرة، ومن وجوه التعلق أنه يرعاها، ومن رعايتها أن يحافظ عليها من جميع وجوه المحافظة الواجبة عليه، ومن ذلك خروجها إلى السوق، فلا تخرج إلا بإذنه، وإذا خرجت يخرج معها محرم، وبعد ذلك يعرف لِمّ ذهبت؟ وأين تذهب؛ لأن ترك الأمر للنساء هذا يحدث مفاسد قد لا يشعر به ولي أمرها إلا بعد فترة، وكما أن هذا موجود في الأزواج، فهو موجود في كثير من الآباء بالنسبة لبناتهم؛ يعني: يرسل بنته مع السائق، أو يرسلها مع أخيها.

فالمقصود أنها ما تخرج إلا لأمر مشروع هذا من جهة، ومن جهة أخرى هي تحتاج من يحافظ عليها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة التحريم.