حكم الغش في الاختبارات (الحيل الباطلة)
- قواعد كلية
- 2021-07-26
- أضف للمفضلة
الفتوى قم (6509) من المرسلة السابقة، تقول: تقدمت لامتحان الشهادة الثانوية العامة ولجأت إلى الغش من بعض زميلاتي أثناء الامتحان، وكان ذلك بتأثير من الأهل والأقارب عندما شكوت لهم وضعنا في قاعة الامتحان حيث كان الغش يسيطر على الامتحان من قِبل الطالبات، فحاولوا إقناعي بأني لو قمت بالغش من بعض زميلاتي وفعلت مثلهن إنه ليس حرام ولا إثم فيه. ومع الأسف اقتنعت بالفكرة وحصل ما حصل، وبعدها نجحت في الامتحان، وحصلت على معدل أقل من المتوسط وقُبِلت في الجامعة بتخصص معين. وأنا الآن أدرس في الجامعة؛ ولكن لا أعرف هل يجوز لي الاستمرار في هذه الدراسة أم يجب عليّ تركها، مع العلم أن الغش كان سبباً في انخفاض معدلي ذلك العام؟
الجواب:
الأصل في هذا الباب وهو باب الغش أنه حرام، والغش في الشريعة يكون في الأقوال، ويكون في الأفعال، ويكون في المقاصد أيضاً. وأصحاب المهن الذين يعملون والذين يُعلّمون والذين يتَعلَمون والذين يشتغلون في مجال التجارة وفي غيرها من مجالات الحياة كلهم في هذا الباب سواء، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « من غشنا فليس منا »، ومن هذا الباب الحيل الممنوعة في الشرع فهي من باب الغش. والنفاق سواءٌ كان نفاقاً أكبر أو كان نفاقاً أصغر هذا -أيضاً- من الغش؛ وهكذا -أيضاً- ما يعمله المُدرس أو يعمله الطالب من الغش داخلٌ في هذا الباب، وما يعمله الطبيب في مجال طبه إذا غش المريض من ناحية تشخيص المرض، أو غشه من ناحية وصف الدواء، أو غشه من ناحية خلق مرضٍ ليس بموجود أصلاً؛ ولكن من أجل أن يكثر المراجعة؛ إلى غير ذلك من وجوه الغش؛ وهكذا الغش بين الرجل وبين زوجته؛ يعني: يعمل ما يكون فيه غشٌ لها، أو تعمل هي -أيضاً- ما يكون فيه غشٌ لزوجها.
فالمقصود هو أن باب الغش واسع في الشريعة. وما عملته هذه السائلة لا يجوز لها، ولكن ما دام نشأ عندها أن الغش أثّر عليها تأثيراً سلبياً، فهذا التأثير السلبي هو عبارةٌ عن عقوبة لهذه البنت، وبما أنها دخلت الجامعة فإذا كانت قد دخلت الجامعة واستمرت في دراستها ولكن لم يحصل منها غشٌ في الجامعة فإنها تستمر في دراستها، وعليها وعلى غيرها من صدر منه غشٌ عليه أن يتوب إلى الله -جل وعلا-، وألا يحصل منه غشٌ في المستقبل. وبالله التوفيق.
المُذيع: أختنا ذكرت أن بيئة المدرسة التي تدرس فيها مهيأة للغش، ويبدو من سؤالها أن هناك تساهلاً من المراقبات، هل من توجيهٍ لهذه المسؤولية العظيمة؟
الشيخ: هذا داخلٌ في عموم الجواب السابق؛ ولكن عندما يكون الشر عاماً فلا ينبغي للشخص أن يتذرع بعموم الشر ويرتكب هذا الأمر المحذور بالنظر إلى أن الناس ارتكبوه، ولهذا عندما يتعارف الناس على ترك واجبٍ من الواجبات، أو عندما يتعارف الناس أهل بلد على فعل شيءٍ من المحرمات فلا يجوز لشخص أن يتذرع بذلك ويقول: الناس تركوا هذا الواجب وأنا أتركه مثلهم، الناس فعلوا هذا المحرم وأنا سأفعله مثلهم؛ وهكذا هذه البنت حينما يحصل تغشيشٌ من المراقبات وغش من الطالبات هذا لا يسِّوغ لأي طالبةٍ من الطالبات أن تستخدم ذلك ذريعة لجواز غشها، فكلّ هؤلاء في الحكم سواء، فالمراقبة لا يجوز لها أن تتساهل، والطالبة لا يجوز لها أن تغش. وبالله التوفيق.