حكم من يصلي الفجر في بيته؛ لإنه يسهر حتى قرابة الفجر، وكيف يقضيها إذا فاتته؟
- الصلاة
- 2021-12-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3721) من المرسل ع. ح. ش، من اليمن – الحديدة، يقول: أنا شخصٌ أسهر حتى قرابة الفجر، فإذا أدركت الفجر صليته في بيتي؛ لأنني لا أسمع الأذان من المسجد؛ لأن الميكرفونات معطلة، وإذا لم أدرك الفجر فنمت لا أستيقظ إلا قرابة العاشرة صباحاً أو الحادية عشرة صباحاً، ففي بعض الأوقات لا أصلي الفجر بل أتابع من الظهر إلى أن تتم صلاة العشاء، فإذا جاء اليوم الثاني صليت الفجر وقضيت فجر اليوم الأول، فهل صلاتي جائزة، وبماذا تنصحونني؟
الجواب:
الجواب عن هذا السؤال من وجوه:
الوجه الأول: هذا الشخص مهملٌ لنفسه من ناحية التنبيه لصلاة الفجر إذا نام، فبإمكانه أن يجعل منبّهاً يوقّته على وقت الفجر، فإذا اشتغل المنبّه يقوم يتوضأ، وإذا كان عليه غسل يغتسل، يتوضأ ويصلّي مع جماعة المسلمين؛ لأن صلاة الإنسان مع الجماعة تفضل على صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، فعندما يصلي في بيته بدون عذرٍ تكون صلاته مفضولة، وإذا صلاها في المسجد يتحصل على سبعٍ وعشرين درجة زيادة من الفضل على صلاته في البيت.
فالشخص الذي يصلّي في بيته، أو في دكانه، أو في مقر عمله، وجماعة المسلمين مقامة، هذا زهدٌ في الخير، مع أنه يتعب في طلب الدنيا، فالدنيا لم يزهد فيها؛ ولكن أمور الخير زاهدٌ فيها.
الوجه الثاني: إنه لا يجوز لهذا الشخص ولا لغيره أن يتعمّد النوم مع علمه بأنه لن يقوم مع عدم وجود منبهٍ، فلا يجوز له الاستمرار على هذا العمل، فيكون متعمداً لتأخير الصلاة عن وقتها، وبهذا يكون آثماً.
الوجه الثالث: إن الإنسان إذا نام عن صلاةٍ ثم استيقظ، وقد فاتته الصلاة مع الجماعة، أو خرج وقت الصلاة، فإنه يصليها؛ لأن الرسول ﷺ قال: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك ».
فالنائم إذا استيقظ يصلّي الصلاة التي نام عنها، والناسي يصلّي الصلاة إذا ذكرها.
الوجه الرابع: إن تأخير الإنسان لهذه الصلاة حتى يأتي وقت الفجر، هذا لا يجوز له؛ بل يصليها قبل صلاة الظهر؛ لأن الترتيب بين الصلوات أمرٌ واجبٌ، فلا يجوز له أن يؤخرها.
ومما يحسن التنبيه عليه: أن الأشخاص الذين يتساهلون في أمر الصلاة، يجب عليهم أن يتنبّهوا لأنفسهم، وألا يغتر الإنسان بما أعطاه الله من وجودٍ في هذه الحياة، ومن صحة، ومن غنى، ومن جاه، وغير ذلك من المميزات التي يمنحها الله -جلّ وعلا- من شاء من عباده.