هل يجوز أن يهجر أخاه من أقاربه؛ لأنه يؤذيه بلسانه؟
- فتاوى
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12311) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل يجوز أن يهجر أخاه من أقاربه؛ لأن هذا الرجل يؤذيه بلسانه ولا يستجيب للنصيحة، فهل الهجر في هذا الموضوع خير من المخالطة المؤذية لمثل هذا؟ أفتونا في ذلك؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « المرء بخليله فلينظر أحدكم من يخالل »، ولا شك أن ارتباط شخص بشخص يكون له سبب، والأسباب كثيرة منها أسباب محمودة، ومنها أسباب مذمومة، ومنها أسباب دينية، ومنها أسباب دنيوية. والرسول ﷺ لما ذكر هذا الحديث وهو أن الشخص ينظر إلى الشخص الذي يُريد أن يخاللـه هل سيترتب على هذه الخلة فيما بينهما مصالح دينية؟ وهل سيترتب عليها مصالح دنيوية تُعين على الإنسان في أمور دينية؟ أم أن الارتباط به سيترتب عليه مفاسد في أمور الدين ومفاسد في أمور الدنيا؟ والرسول ﷺ ضرب مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء؛ فالجليس الصالح ضرب له مثلاً بحامل المسك؛ إما أن يُحذيك، وإما أن تجد عنده رائحة طيبة. والجليس السوء ضرب مثلاً له بنافخ الكير؛ إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة؟ وبناءً على ذلك كله فالشخص إذا أراد أن يرتبط بشخص لابد أن ينظر إلى الأمور التي يترقبها من هذا الشخص هل هي أمور تنفعه في دينه وفي دنياه؟ أو هي أمور تضره في دينه، أو تضره في دنياه، أو فيهما معاً؟ أو الشخص هو الذي يُدرك ذلك، وإذا أدركه ذلك فيبني عليه؛ أما بالنظر إلى هذه الصورة المعينة التي ذكرها السائل وأن هذا الشخص الذي ذكره أنه بذيءٌ بلسانه، وأنه لا يقبل النصيحة فالرسول ﷺ قال: « لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث »، والمقصود أن تهجره بغير مانع شرعي يمنعك. وهذا الشخص موجود عنده مانع شرعي، وهو وجود الأذى الذي يصدر من لسانه؛ وكذلك إصراره عليه وعدم قبوله للنصيحة. وبالله التوفيق.