Loader
منذ 3 سنوات

كيفية التعامل مع القريب الذي يلبس السلسال من الذهب ويترك الصلوات ما عدا الجمعة ورمضان


الفتوى رقم (5112) من مرسلة أ. ع فلبينية مسلمة، تقول: لي ابن أخت من أبي فليبيني يلبس سلسال من الذهب، وأنا أعلم أنه حرامٌ بالنسبة للرجال ولا يجوز لهم أن يستخدموا الذهب، ونصحته كثيراً وقلت إن استعمال الذهب للرجال محرم؛ ولكنه يرد قائلاً: إنها ليست فلوسك إنها فلوسي، ويقول لي: الله يبارك فيك ولا تتدخلين في شؤون غيرك. هذا الكلام يؤذيني ويؤذي غيري من الأقرباء، وهو يصلي الجمعة فقط إن أحب ذلك وفي شهر رمضان وذي الحجة أيضاً يصلي، أرجو منكم النصيحة في هذا الأمر الذي يتعلق بقريبي، أرجو توجيهه وهل هو والحال ما ذكر يعد من المسلمين؟

الجواب:

        أولاً: ما يتعلق بهذا الشخص المسؤول عنه من جهة ما جاء في السؤال من أنه يصلي الجمعة إذا شاء، ومعنى هذا: أنه يترك الصلاة في غير الجمعة، ويترك أيضاً صلاة الجمعة إذا لم يرغب في الصلاة، وذكرت أنه يصلي في رمضان وفي ذي الحجة، والرسول ﷺ قال: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر »، وقال: « لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة »، فهذا الشخص بمنزلة الذي ترك الصلاة، فعلى هذا الأساس يكون كافراً.

        ثانياً: بالنظر إلى ما سألت عنه من جهة لبسه للذهب فهو محرم عليه ولكنه فرع من الفروع، والكفار كما أنهم يعذبون يوم القيامة إذا ماتوا على كفرهم، يعذبهم الله جل وعلا يوم القيامة.

        ثالثاً: بالنظر إلى هذه المرأة من جهة حرصها وغيرتها على هذا المسؤول عنه، وأنه لا يقبل منها، هي تشكر على ما سلكته من العمل لتغيير المنكر بلسانها؛ لأن الرسول ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه » وهذه غيرت المنكر بلسانها، فهي مأجورةٌ على تغيير المنكر بهذه الطريقة.

        أما كونه لم يقبل منها فعدم قبوله منها من باب هداية التوفيق والإلهام، وكونها بينت هذا من باب الدلالة والإرشاد، فالدلالة والإرشاد سببٌ من الأسباب المشروعة، أما هداية التوفيق والإلهام فهي بيد الله جل وعلا، ولهذا يقول الله جل وعلا لنبيه ﷺ: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[1] وقد حرص إبراهيم u في هداية أبيه لكنه لم يهتدِ، وحرص نوحٌ على هداية ابنه وزوجته؛ ولكن لم يهتدِ ابنه ولم تهتدِ زوجته, وحرص لوطٌ على هداية زوجته؛ ولكنها لم تهتدِ، وحرصت زوجة فرعون على هداية فرعون ولكنه لم يهتدِ.

        وعلى هذا الأساس ينبغي على العبد أن يسأل ربه دائماً أن يثبته على هذا الدين حتى يلقاه، فإن الثبات على الدين من باب هداية التوفيق والإلهام، وأما هداية الدلالة والإرشاد فهذه من الأسباب التي جعلها الله لمن شاء من خلقة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (٥٦) من سورة القصص.