Loader
منذ سنتين

رجل يرتكب المعاصي، ثم يندم ويبكي على فعله وينوي التوبة ويعود


  • فتاوى
  • 2021-12-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4941) من المرسل السابق، يقول:رجل كان يرتكب شيئاً من المعاصي استمراراً، وبعد كل هذا الفعل كان يندم ويبكي على فعله وينوي التوبة في كل مرة لكنه يتوب ويعود، كيف العمل وما التوجيه؟

 الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له، وجعل هذه الحياة ميداناً وامتحاناً لتسابق الناس في وجوه الخير فقال تعالى: {بَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}[1].

        فالإنسان في هذه الحياة مقدر له حصةٌ من الزمن يعيشها ثم بعد ذلك يفارق هذه الحياة وينتقل إلى الحياة الأخرى، في هذه الحياة هو مكلفٌ من جهة الله جل وعلا بتكاليف منها ما هو على سبيل الوجوب؛ كالصلوات، وكصيام رمضان، وزكاة المال إذا كان عنده مال، وكذلك الحج، وهكذا سائر الأمور التي أوجبها الله جل وعلا، ومكلفٌ بأمور مندوبة كالسنن وما إلى ذلك، ومكلف بترك المحرمات فإن الله تعالى حرم أموراً كثيرة في هذه الشريعة وهي مبينةٌ في القرآن والسنة.

        وعلى الإنسان أن يتقيد في حياته بما أمره الله جل وعلا من ناحية الفعل، وكذلك يتجنب ما نهاه الله جل وعلا عنه.

        وهذا السائل ذكر في سؤاله أنه يفعل هذه المعاصي، وأن هذا الفعل متكررٌ منه، وأنه يندم ويتوب ويرجع، وهذا الشخص على حالته هذه، هذا ليس عنده عزم وصدق في التوبة التي يتوب، فلو كان عنده عزم وصدق بالتوبة من الله جل وعلا لما حصل منه تكررٌ وإقدامٌ على هذه المعاصي، ولكن عليه وعلى أمثاله أن يتنبه من ناحية الحرص على الاستقامة على دين الله تعالى حتى إذا وافاه الأجل يكون على حالةٍ مرضيةٍ لله جل وعلا، والرسول ﷺ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقد قال ﷺ: « أنه يكثر من الاستغفار حتى أنه يستغفر في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة »، فإذا كان هذا من الرسول ﷺ وهو أشرف الخلق على الإطلاق فكيف بمن دونه من الناس، وأبواب الخير مفتوحة والرسول ﷺ قال: « من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر »[2]، ويقول الرسول ﷺ: « حينما لقي إبراهيم -عليه السلام- ليلة الإسراء، إبراهيم -عليه السلام- قال للرسول ﷺ: « أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم »[3].

        فعلى الإنسان أن يحرص على معرفة أبواب الخير وأن يلج منها وأن يحرص على معرفة أبواب الشر وأن يتجنبها وعندما يحصل منه وقوعٌ في ترك شيءٍ من الواجبات أو في فعل شيءٍ من المحرمات عليه أن يسارع إلى التوبة إلى الله جل وعلا والتوبة تجب ما قبلها. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (1- 2) من سورة الملك.

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح(8/86)، رقم (6405)، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء(4/2071)، رقم(2961).

[3] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الدعوات(5/510)، رقم(3462).