حكم إهداء ثواب قراءة القرآن للميت
- الأصل في العبادات التوقيف
- 2022-05-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1985) من المرسلة ن. ف. م، من العراق -محافظة نينوى، تقول: غالباً ما أقرأ بعض آيات القرآن الكريم وأُهدي ثوابها إلى أخي المتوفى، فهل يصل إليه ثواب تلك القراءة؟
الجواب:
أولاً: أن الشخص إذا أراد أن يهدي ثواب عملٍ من الأعمال التي شرع إهداء ثوابها لشخصٍ من الأشخاص، فإنه ينظر إلى ذلك الشخص، فإذا كان قد مات على الإسلام، فلا مانع من إهداء العمل كما قال ﷺ: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٌ صالح يدعو له ». وكذلك ما يحصل من دعاء المسلمين وكذلك ما يحصل من الصدقات المالية من أقاربه.
وأما إذا كان كافراً يعني مات على الكفر، فلا يجوز إهداء الثواب إليه؛ لأنه لا ينفعه، هذا من جهة المهدى إليه.
وأما من جهة العمل المهدى ، فبالنسبة للمسألة التي سألت عنها السائلة هي من العبادات البدنية، والعلماء مختلفون في هذه المسألة، يعني أن الشخص إذا فعل عبادة بدنية كقراءة القرآن، أو صلى صلاة بدنية، أو صام صياماً وبعد فراغه منه أهدى ثوابه إلى هذا الميت، فمن العلماء من أجاز ذلك ومنهم من منعه، وأنا لا أعلم دليلاً يدل على أن هذا العمل جائزٌ إلا بالنسبة لبعض المسائل التي ورد فيها دليلٌ خاص، كمسألة الحج، ومسألة الإنسان إذا مات وعليه صيام، أما ما لم يرد فيه دليلٌ، فإنه يبقى على الأصل، وبإمكان الشخص أن يهدي لميته شيئاً من المال يتصدق به من مأكلٍ أو مشربٍ أو ملبسٍ وكذلك يدعو له، أو يحج عنه أو يعتمر عنه لورود الأدلة الدالة على جواز ذلك وما لم يرد فيه دليلٌ يبقى على الأصل ؛ لأن الأصل في العبادات الحظر، وبالله التوفيق.