أثناء الدراسة عندما يصعب علينا حل مسألة نأخذها من الآخرين، هل هذا من الغش؟
- فتاوى
- 2022-01-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9058) من المرسل السابق، يقول: في أثناء الدراسة عندما يصعب علينا مسألة نأخذ حل المسألة من الآخرين، هل يعتبر هذا من الغِش؟
الجواب:
الرسول ﷺ قال: « من غشنا فليس منا ». فكلمة (من) هذه عامة للغني وللفقير وللقوي وللضعيف ولصغار المكلفين وكبار المكلفين، وكذلك من كان في عمل من أعمال المسلمين، ومن لم يكن في عمل، وكذلك من يكون مدرساً ومن يكون طالباً إلى غير ذلك من اختلاف طبقات الناس، فكلمة (من) عامة لجميع طبقات الناس.
وكلمة « غشنا » هذه فعل ماضي وغش هذه نأخذ منها أن الإنسان يعمل عملاً خفياً ويُظهر أن هذا العمل الذي عمله يكون حسناً أو يخفيه ما يعلم عنه إلا الله.
ولهذا تجد أن الغش يأتي في باب التعليم، مثل غش الطالب في الامتحان، ومثل غش المدرس للطلاب إذا رآهم ينقل بعضهم من بعضٍ، فإنه يسكت عنهم، ويدخل أيضاً في باب المعاملات.
فالمقصود أنه يدخل في جميع أمور الشريعة، لكن يختلف باختلاف الأحوال، ومن أصعب ما يكون في هذا الباب من ولّاه الله عملاً من أعمال المسلمين وغشهم في هذا العمل؛ لأن الرسول ﷺ قال: « من غشنا » فكلمة « نا » هذه يُقصد بها الرسول ﷺ، والرسول ﷺ مبلغٌ عن الله وحيه، ومتكلمٌ بما أذن الله له أن يتكلم فيه، فدخل في ذلك جميع شرع الله من كتابٍ وسنة.
وبعد ذلك قال: « فليس منا »، فليس منا، هذه يقصد منها أنه فليس منا؛ يعني: على حسب اختلاف درجاته، فإذا كان غشه يوجب الكفر فليس منا؛ يعني: ليس من المسلمين، وإذا كان الغش من المعاصي من كبائر الذنوب فليس منا؛ يعني: من ناحية أنه ليس بكامل الإيمان، فهو مؤمن بإيمانه ولكنه فاسق بكبيرته.
وعلى المسلم أن يتقي الله -جل وعلا- ويتجنب هذا الأمر ولا يتساهل؛ لأن الإنسان قد يغش مرة، مرتين، ثلاث، أربع، ويتركه الله ويكون من باب الاستدراج، ويظن أن هذا من لطف الله ومن عنايته به، ويقول بعض العلماء: إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مقيم على معاصيه فاعلم أنما هو استدراج. وقبل ذلك قوله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)}[1]. وبالله التوفيق.