كيف يتم تحقيق التوحيد واجتناب الشرك؟
- توحيد الألوهية
- 2021-08-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7420) من المرسل السابق، يقول: كيف يتم تحقيق التوحيد واجتناب الشرك؟
الجواب:
تحقيق التوحيد هو: اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته وأسمائه وصفاته وربوبيته، وأنه هو المستحق في العبادة، فيأتي بتوحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، ولكن لا يتحقق هذا التوحيد إلا بانتفاء ضده، وضده الشرك، والشرك ثلاثة أقسام: الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، والشرك الخفي.
الشرك الأكبر: يكون في العبادة، ويكون في الطاعة، ويكون في المحبة، ويكون في الإرادة والقصد، هذه هي أقسام الشرك الأكبر. والشرك الأكبر هذا منافٍ لأصل التوحيد ؛ لأن الله -جل وعلا- يقول:"فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"[1]، ويقول -جل وعلا- في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه »، فهذا الشرك منافٍ لأصل التوحيد، كل واحدٍ من هذه الأقسام الأربعة بمفرده منافٍ لأصل التوحيد.
والشرك الأصغر: كما يقوم الإنسان يُصلي ويُزين صلاته لما يرى من نظر رجلٍ آخر، أو يُحسن قراءته في القرآن، أو يتصدق ليقال: إنه متصدقٌ فهذا شركٌ أصغر، وهذا لا ينافي أصل التوحيد ولكنه يُنافي كماله، ولا يُغفر إلا إذا تاب الإنسان من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر قبل وفاته؛ فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، لكن إذا مات على الشرك الأكبر خُلد في النار، وإذا مات على الشرك الأصغر فإمّا أن يؤخذ من حسناته، وإمّا أن يدخله الله النار ويُطهره بقدر شركه.
والثالث: هو الشرك الخفي، يقول الرسول ﷺ: « الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء »، فعلى الإنسان أن يتقي الله وأن يُنزه توحيده من الشرك الأكبر، ومن الشرك الأصغر، ومن الشرك الخفي.
وفيه أمرٌ آخر يحتاج إلى تنبيهٍ وهو أن كبائر الذنوب؛ كالزنا، واللواط، والسرقة، وشرب الخمر، وغير ذلك من كبائر الذنوب هذه تُنافي كمال ثواب التوحيد، هي لا تنافي كمال أصله ولكنها تنافي كمال ثوابه.
فعلى الإنسان أن يحرص على تجنب جميع هذه الأمور حتى يكون توحيده وثواب توحيده كاملين بتوفيقٍ من الله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.