الإسلام يهدم ما قبله الذي أسلم أم يشمل المسلم العاصي إذا حج سقطت عنه الكبائر؟
- فتاوى
- 2022-01-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8543) من مرسل من الرياض لم يذكر اسمه، يقول: قال رسول الله ﷺ لعمر بن العاص -رضي الله عنه- عندما بايعه واشترط غفران ذنوبه قال: « أما علمت يا عمر أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله »[1] هل هذا الحديث صحيح؟ وهل كون يهدم ما قبل خاص الذي أسلم أم انه يشمل المسلم العاصي والذي أتى بالكبائر فإذا حج سقطت هذه الكبائر؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- فتح باب الرحمة لعباده، فخاطب الكفار بقوله -جل وعلا-: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[2]، وخاطب العصاة، وقد ذكر جملةً من المعاصي في سورة الفرقان وقال في نهايتها: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[3]، فالإسلام يجب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها.
وجاءت أدلة تدل على أن الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان والحج إلى الحج مكفراتٌ لما بينها إذا اجتنبت الكبائر، فقال -جل وعلا-: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}[4].
فالكبائر تكفرها التوبة يعني من الأمور التي تزيل الكبائر التوبة، وعلى العبد إذا حصل منه اقتراف شيءٍ من الكبائر عليه أن يبادر بالتوبة، بالله التوفيق.
[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج(1/112)، رقم(121).