حكم شهادة الزور
- البيوع والإجارة
- 2021-08-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6932) من المرسلة د.أ.ك. مصرية مقيمة، تقول: كان لوالدتي صديقة توفي زوجها وأم زوجها تعيش معها، وكانت تريد- يعني هذه الصديقة- أن يكون لها الحق في صرف معاش أم زوجها المتوفى حتى تنفقه على أم زوجها؛ لأنها تقيم معها ويساعدها في الإنفاق بجوار معاشها الذي تأخذه عن زوجها على أولادها، كانت تلك مبررات الصديقة لتقنع أمي أن ليس لها معاش، وأنه ليس عليها شيء أن تشهد أمام الموظف الذي حضر من الشؤون الاجتماعية ليرى أم زوجة الصديقة على أنها السيدة الفلانة الفلانية وهي ليست هي؛ لأن أخوات زوج صديقة أمي أخذوا أمهم في تلك الفترة عندهم فأحضرت صديقة أمي سيدة أخرى وهي جارة لها كبيرة في السن وأجلستها في سرير أم زوجها وطلبت من أمي أن تشهد للموظف أنها أم زوج صديقتها، وفعلاً شهدت أمي وهي معتقدة أن النية سليمة، وأنها تساعد صديقتها، وبعد أن حدث هذا ومنذ ذلك الوقت وأمي تفكر ونادمة ندماً شديداً من هذا العمل وتخاف من غضب الله، فماذا تفعل الآن؟ وماذا عليها أحسن الله إليكم؟
الجواب:
من قواعد الشريعة ترتيب المسببات على أسبابها، وهذه المسألة المسؤول عنها إذا طُبقت على هذه القاعدة وجد أن السبب الذي اتخذ من أجل الحصول على المال أنه سببٌ غير شرعي، وأن الشهادة التي شهدت بها هذه المرأة أنها شهادة زورٍ؛ وبالتالي فإن المال وهو المسَبَّب الذي أُخذ مرتباً على هذا السبب لا يكون مباحاً لمن أخذه؛ وإنما هو حق لمن جُعل له حسب نظام معاش التقاعد؛ لأن الجهة التي تصرف التقاعد عندها معرفة بالأشخاص المستحقين.
وبناءً على ذلك كله فواجبٌ على من ارتكبت هذا السبب، وواجب على هذه التي شهدت كل واحدة منهما يجب عليها ما يخصها؛ أما بالنظر إلى التي شهدت فواجبٌ عليها أن تبلّغ الجهة التي شهدت عندها بأن شهادتها ليست بصحيحة، ولا تبرأ ذمتها إلا بذلك، وعليها أن تتوب فيما بينها وبين الله.
وأما المرأة التي تستلم النقود بناءً على هذا السبب الذي ليس بمشروع فواجبٌ عليها أن تعيد جميع الأموال التي أخذتها بهذا السبب الذي ليس بمشروع؛ واجبٌ عليها أن تعيدها إلى المستحق لها، وأن تبلّغ -أيضاً- الجهة التي تأخذ منها هذه المبالغ بأنها أخذت هذه المبالغ بناءً على سبب ليس بمشروع، ولا تبرأ ذمتها إلا بذلك هذا بالنظر للماضي، وأما بالنظر للمستقبل فواجب عليها أن تتوقف عن استلام المبالغ، وأن تسلّم هذه المبالغ مستقبلاً لمن يستحقها حسب نظام معاشات التقاعد في بلدها. وبالله التوفيق.