Loader
منذ 3 سنوات

هل يشترط في صيام النذر النطق بالنية أو نية القلب تكفي؟ وهل يجوز أن أنوي الصلاة بعد طلوع الصبح وأن أنوي بصيام هذا اليوم الذي نذرت أن أصومه؟


  • الصيام
  • 2021-07-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5154) من المرسلة السابقة، تقول: هل يشترط في صيام النذر النطق بالنية أو نية القلب تكفي؟ وهل يجوز أن أنوي الصلاة بعد طلوع الصبح وأن أنوي بصيام هذا اليوم الذي نذرت أن أصومه؟

 الجواب:

        من القواعد المتقررة في باب المقاصد المكلف أن من وظائف النية: التمييز بين ما يريد أن يفعله الإنسان فيستعملها للتمييز بين الفرض والنفل.

        والفرض قد يكون من جهة فرض الله جل وعلا وليس للعبد فيه سببٌ كصيام رمضان، وقد يكون هذا الفرض من الله جل وعلا والعبد هو السبب؛ كصيام الكفارات، وقد يكون هذا الفرض من جهة العبد أي أن العبد هو الذي فرضه على نفسه؛ كما إذا نذر أن يصوم يوماً أو يومين أو أسبوعاً أو شهراً.

        فعندما يريد أن يعقد نية الصيام الواجب ينبغي أن يميز عند عقده هذا الصيام إذا كان هذا الصوم من رمضان أداءً أو قضاءً، وهكذا إذا كان هذا الصوم كفارة من الكفارات يعين أنه كفارة، ويعين أنه كفارة ظهارٍ أو كفارة قتل خطأٍ أو غير ذلك من الكفارات، وهكذا يعين إذا كان نذراً عليه، وهكذا إذا كان هذا الصيام متعلقاً في جبر واجبٍ من واجبات الحج أو بفعل محظورٍ من محظورات الحج.

        المقصود هو أنه يميز هذا اليوم الذي يريد أن يصومه من جهة مرتبته من مراتب الواجبات، وهكذا إذا كان هذا الشخص يريد أن يصوم نفلاً فإنه يميزه أيضاً عن الفرض، وإذا كان يريد صيام مثلاً يوم الاثنين أو يوم الخميس والأيام البيض، وإذا كان يريد صيام تطوعٍ.

        أما بالنظر إلى كونه يريد أن يصوم نذراً، ولكن يريد أن تكون النية في أثناء النهار، فهذا جاء في صيام التطوع، أما الصيام المنذور فإنه يبدأه من قوله تعالى: "حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ"[1].

        ومما ينبغي أن يتنبه له في هذا هو أن النية عند بدء العمل تكون نيةً حقيقيةً لكنها قد تغيب عن الشخص في أثناء أدائه للعمل ولكن غيبوبة هذه النية ليس لها أثر، فيقال: إنه مستصحبٌ للأصل وتكون نيته هذه المستمرة تكون نيةً حكمية، والنية الحكمية تقوم مقام النية الحقيقية ما لم تقترن هذه النية الحكمية بنقيضها.

        فشخصٌ مثلاً عقد صيام النذر ولما جاء الظهر نوى الإفطار، ولكن بعدما نوى الإفطار استخار ونوى أن يكمل الصيام، فنيته هذه مناقضةٌ للنية الحكمية، وبناء على ذلك فإنه يكون قد انقطع صومه.

        أما إذا أراد أن يتطوع من النهار، ولا يكون أكل شيئاً من أول النهار وأراد أن يعقد النية بعد طلوع الشمس مثلاً، فهذا لا شيء فيه؛ لأن الرسول ﷺ لما دخل منزله سألهم عن طعام فقالوا: « ليس عندنا شيء، فقال: إني إذن صائم » وقد طلب منهم الطعام للضحى.

        فالمقصود هو أنه ينبغي للإنسان أن يراقب الله مراقبة دقيقة في جميع أعماله، وقد ذكرت ما يتعلق بالنية، لكن على حسب مقتضى هذا البرنامج لضيق الوقت. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (187) من سورة البقرة.