Loader
منذ سنتين

ما الأسباب المعينة على الطاعة وخصوصاً الصلاة؟


  • الصلاة
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11271) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما الأسباب المعينة على الطاعة وخصوصاً الصلاة؟

 الجواب:

        الشخص عندما يكون قبل مرحلة التكليف يتأثر بالعوامل المحيطة به؛ سواء كان ذلك في البيت، أو كان في الشارع، أو كان في المدرسة. وهو في هذه المرحلة ليس بمكلف؛ لقوله ﷺ: « رفع القلم عن ثلاثة، وذكر منهم الصبي حتى يبلغ ».

        فهذه الأمور التي ترد على فكره تختزن ويتأثر بها وقد يطبقها، ثم إذا بلغ سن التكليف فهذه الأمور المتعلقة به تستمر معه. فإذا فرضنا أنه عاش في بيت أهله لا يهتمون بالصلاة، أو لا يهتمون بصيام رمضان، أو يفتحون القنوات الفضائية التي تبث الفساد القولي والفساد الفعلي والفساد العقدي؛ يعني: الفساد بجميع أنواعه يهيئ لأولاده لأبنائه لبناته لزوجته؛ يهيئ لهم الأسباب التي تستقبل هذه القنوات، وبالتالي ما يرد على أفكارهم ويختزن فيها هذه الأمور التي يستقبلونها، وعندما يريدون الإنتاج ينتجون مما أودع في أفكارهم، ولهذا الرسول ﷺ قال: « كلّ مولود يولد على الفطرة... ».

        فإذا كان الأب يشرب الخمر شرب الولد وإذا كان الأب يتساهل في الصلاة تساهل الولد، وإذا كان الأب يسمع الأغاني يسمع الابن، وإذا كان الأب يشرب الدخان شرب الابن وهكذا، فيتأثر الولد بالبيت.

        وكذلك بالنظر إلى المجتمع، وكذلك بالنظر إلى المدرسة، هذه المواطن الثلاثة هي أماكن التأثير.

        وفيه أمر آخر هو القرين، والرسول ﷺ قال: « إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء؛ كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة ».

        فعلى هذا الأساس يتكون الشخص بحسب البيئة: إذا كانت البيئة صالحة يكون صالحاً، وإذا كانت البيئة فاسدة يكون فاسداً.

        إذا تكون تكويناً صالحاً سهل عليه السير في الطريق؛ لأنه يسير ويجتنب المحرمات، ويفعل الواجبات، ويفعل -أيضاً- المستحبات، ويستمر في حياته ولا يكون عنده مشكلة.

        لكن المشكلة تكون عند الشخص الذي حصل في خط سيره مداخل بالنسبة لعقله، أو بالنسبة للمال بأن يأكل حراماً، أو بالنسبة لعرضه من ناحية اللواط أو الزنا أو استعمال العادة السرية وما إلى ذلك. أو من ناحية قلبه بحيث إنه ينتحل -مثلاً- عقيدة ليست بالسليمة.

        على هذا الأساس الشخص عندما يحس بنقص في نفسه لا بدّ أن يبحث عن السبب الذي حصل منه؛ حصل عنده تكاسل في الصلاة يبحث عن السبب ما هو؟ يقول بعض السلف: "إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي".

فهذه الأمور تجدون أنها نتائج للأسباب التي باشرها هذا الشخص، فيبحث عن الأسباب ويعالج هذه الأسباب؛ وبالتالي ينتقل من الانحراف عن الطريق السليم إلى الاستقامة على الطريق السليم، وكل شخص أعلم بنفسه. يقول بعض الحكماء: الله أعلم بالعبد من نفسه، والعبد أعلم بنفسه من غيره". ولهذا يقول عمر -رضي الله عنه- : « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن لكم... ». وبالله التوفيق.