علمت ابن خالٍ وابن عم لي التدخين ثم تركت التدخين، وهم لم يتركوه
- فتاوى
- 2021-07-26
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6472) من المرسل السابق، يقول: أنا شاب وكان لي ابن خالٍ وابن عم، وكُنا في عمرٍ واحد، وقد أديت لهم فكرة التدخين ودخنا فترة، فكشفنا أخي وخاصمني وتركت التدخين؛ ولكن ابن عمي وابن خالي استمرا فيه فأخذوا يعلّمون أولاد الجيران حتى دخنوا معهم ومازال الجميع يدخن حتى هذه اللحظة! هل قصتي داخلة في الحديث الذي قال النبي ﷺ فيه: « من دعا إلى ضلالةٍ كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة » علماً بأني في ذلك الوقت كان عمري إحدى عشرة سنة ولا أدري ما خطر الدخان؛ لأني أرى والدي وإخواني يدخنون، أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
هذا السؤال يتعلق به أمور:
أما الأمر الأول: فهو من جهة التربية داخل المنزل من جهة الأب ومن جهة الأم ومن جهة الإخوة الكبار نحو إخوتهم الصغار، والمفروض أن ولي أمر الأسرة وكذلك الأم يكون كلّ واحدٍ منهما على صفةٍ شرعيةٍ في مزاولة ما يصدر منهما من أقوالٍ ومن أفعالٍ ومن كفٍ عن الأمور؛ لأن الرسول ﷺ يقول: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها »، وليست الرعاية -هنا- رعاية بهيمية؛ وإنما هي رعايةٌ شرعية، وذلك بأن يقوم كلّ واحدٍ منهما بما يخصه نحو الآخر؛ هذا من جهة، وما يخص كلّ واحدٍ منهما من جهة الأولاد، وبناءً على ذلك فالأم لا تُزاول أموراً غير مشروعةٍ؛ فإن البنات يتأثرن بذلك ويقلدن أمهنّ؛ لأنهنّ يعتقدن أن هذا أمرٌ مشروعٌ ومحبوبٌ لله؛ وهكذا الأب لا يصدر منه قولٌ، ولا يصدر منه فعلٌ يكون قبيحاً؛ لأن أولاده ينظرون إليه نظرة إعجابٍ، ومن فرط محبتهم له أنهم يعتقدون أن هذا الشيء الذي يفعله يكون محبوباً عند الله؛ وبخاصةٍ إذا لم يكن الولد مميزاً تميزاً كاملاً بين الخير والشر؛ هذا من جهة.
ومن جهةٍ ثانية: فإن هذا الولد حينما اقترن بمن ذكرهم صار قريناً من قرناء السوء؛ لأن أي شخصٍ من ذكرٍ أو أنثى يقترن بشخصٍ ويكون اقترانه مصدراً من مصادر أسباب الشر فهذا قرينُ سوءٍ، والرسول ﷺ قال: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »، ولهذا نجد كثيراً من الناس يهملون أولادهم. وأولادهم يقترنون بقرناء سوءٍ يصدونهم عن طريق الحق ويهدونهم إلى طريق الضلال.
ومن المعلوم أن الشخص إذا كان سبباً في إغواء شخصٍ آخر فإنه يتحمل إثم هذا الإغواء، فقد قال ﷺ: « من سنّ سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ سنةً سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء ». وبالله التوفيق.