Loader
منذ سنتين

من ضرب جملاً فكسر رجله، وسامحه صاحبه، ثم ندم


الفتوى رقم (2737) من المرسل السابق، يقول: أنا أعمل في مزرعة وأرعى البهائم، وفي يومٍ من الأيام ضربت جملاً فكسرت رجله، فأخبرت صاحب المزرعة فسامحني، إلا أنني ندمت ندماً شديداً مما فعلت. فماذا أفعل لتكفير ذلك الذنب؟

الجواب:

 بإمكانك أن تتوب فيما بينك وبين الله، وبإمكانك أن تخرج صدقة تتصدق بها عن هذا الاعتداء؛ لأن هذا الاعتداء اعتداء على حقٍ ماليٍ من جهة مالك الجمل، وعلى الجمل من جهة كونه حيواناً محترماً، ولا يجوز لك أن تتعدى عليه. وإذا كان هناك قصاص فيما بينك وبين الجمل، فهذا عند الله -جلّ وعلا- يوم القيامة؛ لأن الله -جلّ وعلا- إذا جمع الناس يوم القيامة يقتص لبعضهم من بعضٍ، حتى إنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء؛ لأن الشاة القرناء تنطح بقرونها الشاة التي ليس لها قرون، فيقتص الله لهذه من هذه تحقيقاً للعدل يوم القيامة؛ لأن الله تعالى يقول: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا"[1]، ويقول: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"[2]، ويقول: « يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالمُوا »[3].

        فالمهم أنه لا يجوز للإنسان أن يظلم أحداً لا من بني آدم، ولا من الحيوانات. وعندما حصل منك اعتداء على هذا وسامحك صاحب الجمل، فهذا سامح عن حقه المالي، أما اعتداؤك على الحيوان فهذا بينك وبينه عند الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (40) من سورة النساء.

[2] من الآية (90) من سورة النحل.

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (4/1994)، رقم(2577).