حكم وضع المرأة للعطر عند الخروج من المنزل
- فتاوى
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4360) من المرسلة السابقة، تقول: والدتي تضعُ العطرَ عند الخروج، وحاولت مرارًا أنصحها؛ ولكنها لم تسمع لكلامي إنما تزيد في ذلك، فهل اتركها ولا أنصحها؟
الجواب:
خروج أمك وهي متصفة بهذه الصفة، ليس هذا مناسبًا ونصيحتك لها في محلها، وهذا من السعي في تغيير المنكر والشخصُ عندما يفعل الأسباب، ليس من شؤونه أن تترتب المسببات على هذه الأسباب، بل من شأنه أن يفعل السبب ويترك تَرتب المسبب على سببه إلى الله -جل وعلا-، ولهذا يقول الله -جل وعلا-{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[1]؛ يعني: هداية التوفيق والإلهام، هذا هو المسبب. وقال له من جهة بيان السبب: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[2].
فبيّن له أنه يهدي إلى الصراط المستقيم بهداية الدلالة والإرشاد، وهذا هو السبب وبيّن له أنه ليس من حقه أن يُوفِق مِن الناسِ مَن يريد توفيقه وهذا أمرٌ لله -جل وعلا-.
فالمقصودُ: أن الشخص عليه أن يفعل الأسباب من جهة الأمر بفعل الأوامر، وكذلك التنبيه على الأمور المحرمة، أما كون المأمور أو المنهي يقبل أو لا يقبل هذا ليس إلى الآمر، ولا إلى الناهي، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية أن عدم قبول المأمور للأمر وعدم قبول المنهي لهذا النهي أي عدم قبوله للنصيحة، هذا لا يمنع من استمرار نصيحته؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}[3] ومن الآجال أجل هداية هذا الشخص، ففي إمكان الإنسان أن يستعمل تكرار الأسباب؛ لكن يكون على وجه من الحكمة، يعني أنه لا يكون فظًا غليظًا، فلا يقول له: نصحتك، ونصحتك، ونصحتك، ولم تقبل بل يستمر على نصيحته، ويسأل الله له الهداية، وبالله التوفيق.