حكم السؤال بالله في معصية وغيرها
- فتاوى
- 2021-12-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3883) من المرسل أ. ع. ب من اليمن، يقول: سمعت بعض الناس يقول: إذا سُئِلتم بالله، فاخرجوا من دياركم، وقد عملت بهذا، فهل هذا صحيح؟ حيث إن بعضهم يسأل الآخر بالله أن أعطني كذا وكذا، وقد يكون أحياناً الطلب أو السؤال بالله في معصية الله، فهل ينص الكلام الذي في بداية السؤال على هذا؟ وهل هو صحيح؟
الجواب:
من الآداب العامة في الإسلام أن المسلم يتجنب إحراج أخيه المسلم. ولا فرق في ذلك بين الإحراج القولي، أو الإحراج العملي، أو الإحراج المالي، هذا من جهة السائل.
ولا يجوز له أن يسأله بالله أن يحقق له أمراً محرماً من مالٍ، أو فعلٍ، أو قولٍ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ثم إنه لا يجوز أن يستعمل هذا السؤال في تحقيق الحصول على ما حرمه الله -جل وعلا-؛ لأن هذا من سوء الأدب في الدعاء، السائل لا يجوز له أن يسأل، والمسؤول لا يجوز له أن يستجيب للسائل، فيحقق له ما سأل، بل يمنعه من الحصول عليه.
أما إذا سأله بالله أمراً يستطيع تحقيقه، فإن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال: « من سأل بالله فأعطوه ».
فلا بد من النظر في هذه الأمور الثلاثة: حال السائل، وحال المسؤول، وحال المسألة. فالسائل لا يسأل محرماً، ولا يسأل ما فيه إحراج، والمسألة تكون مشروعةً، والمسؤول يتمكن من تحقيقها بدون أن يحصل عليه ضررٌ، مثل: المصلحة التي يريد أن يحققها، أو مفسدة أكثر من المصلحة التي يريد أن يحققها، أو أنه يجلب له مفسدة أعلى من المفسدة التي يريد أن يدفعها، أو مساوية للمفسدة التي يريد أن يدفعها، أو أنه يفوت مصلحةً عُليا مع أنه يحقق مصلحةً دنيا، أو أنه يجلب مصلحةً مساويةً للمصلحة التي تفوت، فلا بد من مراعاة جميع هذه الوجوه، لا بالنظر للسائل، ولا بالنظر للمسؤول، وكذلك بالنظر إلى المسألة. وبالله التوفيق.