Loader
منذ 3 سنوات

إنسان أغضب والده في العصر وفي الليل مرض الوالد؛ ولكن ليس بسبب ذلك الغضب على الابن ثم توفي في الصباح


  • فتاوى
  • 2021-07-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5362) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الإنسان الذي أغضب والده في وقت العصر وفي الليل مرض الوالد؛ ولكن ليس بسبب ذلك الغضب على الابن ثم توفي في الصباح، مع العلم أن الولد لم يتكلم مع والده بعد فترة الغضب. والولد -أيضاً- يؤدي فرائض الله من صوم وصلاة وزكاة وغيرها؟

 الجواب:

        هذا السائل لم يبيّن السبب الذي نشأ عنه غضب والده؛ يعني: هل السبب من جهة الأب، أو السبب من جهة الابن، أو كلّ واحد منهما نشأ منه سبب؛ وكذلك لم يذكر حجم هذا السبب، ولكن الذي يتعين هو أن الأب إذا تسبب وكان سببه معصية؛ أي: إنه يريد أن يحمل ولده على معصية الله، ويوجب عليه أن يطيعه في ذلك؛ فهذا إذا امتنع الولد عن ذلك كان مطيعاً لله -جلّ وعلا- وكان مثاباً على ذلك، وكان الأب عاصياً لله وآثماً في ذلك، ولا يضر الولد أن والده يغضب لهذا السبب؛ لقوله ﷺ: « لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق ».

        أما إذا كان الأب يطلب من ولده حقاً مشروعاً، أو أنه يأمره فيما لا إثم فيه وما تجب فيه طاعة الولد لوالده، أو تستحب فيه طاعة الولد لوالده؛ فحينئذ يكون الأب في ذلك على حق، ويكون الولد قد أغضب والده، ويكون آثماً في إغضابه للوالد حالة ما إذا طلب منه أمراً واجباً عليه أن يؤديه إليه. فإذا كان هذا السائل قد تسبب في إغضاب والده بطلب والده واجباً على الولد. وأن الولد لم يؤدِّ هذا الحق الواجب فغضب الوالد لذلك؛ فيكون الأب على حق من جهة، ويكون الابن عاصياً لله -جلّ وعلا- وعاصياً لوالده ويكون آثماً؛ فعلى الولد أن يرجع إلى نفسه، وأن يرجع إلى الموضوع الذي أثار غضب والده وأن يتحقق منه؛ فإن كان غضب والده على حق فعلى الولد أن يستغفر الله، وأن يتوب إليه، وأن يتصدق عن والده، وأن يدعو له.

        أما إذا كان غضب الوالد ليس على حق؛ فليس على الولد في ذلك شيء. وبالله التوفيق.