ما رأيكم في التصوف
- الفِرق
- 2021-09-20
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1603) من المرسل السابق، يقول: ما رأيكم في التصوُّف؟
الجواب:
الرسول ﷺ قال:« خَيرُ الناس قَرْنِي، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم »، قال الراوي: فلا أدري أذَكَر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة.
فهذه القرون المفضَّلة هي التي وصفها الرسول ﷺ بالخيرية، وبيَّن أن اليهود افْتَرقَت، وأن النصارى افترقت، وأن هذه الأمة سَتَفْتَرِق على ثلاثٍ وسبعين فِرقَة كلَّها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثلِ ما أنا عليه اليوم وأصحابي، فالرسول ﷺ هو القدوة الحسنة فيما يقول، وما يفعل، وما يعتقد، وما يترك لقصد التشريع، وحينئذٍ الذين يُؤسسون مبادئ ومذاهب يَضَعُون لها أسماء من أجل أن يضلوا الناس عن طريق الحق، أو من أجل أن يكسبوا المال، أو من أجل أن يكسبوا غرضاً سياسياً؛ كتَولِّيهم لمنصبٍ ونحو ذلك، فمهما اختلفت الأسماء فالعِبرة بالمقاصد، والأسماء ليس لها أثر في تغيير الأحكام؛ وإنما العبرة بالمقاصد.
وعلى هذا الأساس فالشخص عندما ينظر إلى مشايخ الطُرق في البلد الواحد يكون هناك طرق كثيرة جداً، وكلّ طريقةٍ لها اسم، وكلّ شيخ طريقة له اسم، له مذهب، له مبادئ، له أتباع وأنصار، وله شروط عليهم، ويسمُّونهم بالمُرِيدِين، يُملِي عليهم منهجه الذي يُوجِب عليهم أن يَأخُذُوا به، وهذا المنهج لا يكون مُطابقاً لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فكلّ هذه الطرق داخلةٌ في عموم قوله ﷺ: « من عَمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَد »، وقوله ﷺ:« من أحَدَث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَد ».
وبناءً على ذلك فعلى المستمع أن يتمسَّك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وسنة خلفائه الراشدين، فقد قال ﷺ:« عليكم بِسنَّتِي وسنة الخلفاء الراشدين المَهْدِيين من بعدي، تمسَّكوا بها وعَضُوا عليها بالنَواجِذ »، وكذلك من جاء بعدهم من الصحابة، ومن التابعين، ومن أتباع التابعين، ومن سار على نهج السَلَف إلى يومنا هذا. ومن أشَكَل عليه شيءٌ من أمور دينه فبإمكانه أن يسأل أهل العلم الذين تطمئِنُ النفس إلى سؤالهم. وبالله التوفيق.