Loader
منذ سنتين

هل يجوز للمرأة أن تكشف وجهها لخال زوجها؟


الفتوى رقم (11554) من المرسلة السابقة، تقول: هل يجوز للمرأة أن تكشف وجهها لخال زوجها؟

الجواب:

        لا يجوز لها؛ لأن المرأة مأمورة بالحجاب. يجب عليها أن تحتجب إلا إذا كانت في صلاة، وفي غير حضور أجانب؛ أما إذا كان فيه حضور أجانب فيجب عليها ستر وجهها؛ وكذلك إذا أحرمت بالعمرة أو أحرمت بالحج فإنه يجب عليها أن تكشف وجهها إلا إذا كانت ترى الرجال أو يرونها كما فعلت النساء مع الرسول ﷺ في حجة الوداع بعد الإحرام كانت المرأة تكشف وجهها، فإذا رأت الرجال الأجانب أو رأوها فإنها تسدل الخمار على وجهها.

        وبناء على ذلك كله يفهم منه أن الحجاب واجب على المرأة، وأن بعض الذين يدعون إلى سفور المرأة يقولون: يجب عليها أن تكشف وجهها. إن هذا كله مخالف لدلالة القرآن ولدلالة السنة على ذلك، والله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[1]، والله -تعالى- يقول: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[2].

        فالواجب على الإنسان أن يتقيد بأوامر الله وبنواهيه، ولا ينظر إلى دعاة يدعون إلى مخالفة ذلك، وهم ليس عندهم علم، يكون عند بعضهم الجهل؛ ولكنه يتكلم وكأن عنده علم. وبعضهم يكون عنده هوى، وبعضهم يكون عنده غل وحب إفساد لبنات المسلمين وما إلى ذلك. والخير كله في اتباع شريعة الله -سبحانه وتعالى-، ولا ينظر إلى من يدعو إلى مخالفتها أي شخص كان، ولهذا الرسول يقول: « وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها » سرقتها مخالفة للقرآن ومع ذلك هي ابنته، ويقول لها: « أنت سيدة نساء أهل الجنة ». ومع هذه المكانة لها يقول: « لو أنها سرقت لقطعت يدها » فكيف بالناس الذين يدعون في وسائل الإعلام إلى محاربة دين الله -جلّ وعلا- من وجوه كثيرة؛ مثل: الذين يدعون إلى أخذ الرشوة وإباحتها، ويدعون إلى الربا، ويدعون إلى سفر المرأة دون محرم، وإلى ركوبها مع السائق دون محرم؛ وكذلك يدعون إلى كشف المرأة لوجهها، وغير ذلك من الأمور المخالفة لهذه الشريعة. وعلى كلّ حال فإن الله سيسأل كلّ قائل عن قوله: لم قلت هذا الشيء؟ وكيف قلته؟ وبالله التوفيق.



[1] من الآية (7) من سورة الحشر.

[2] من الآية (59) من سورة النساء.