يدعي بعض الناس محبة الله ومحبة الرسول ﷺ مع مخالفة أوامرهما وارتكاب نواهيهما، ما صحة هذه الدعوى؟ وما السبل للوصول إلى حقيقتها؟
- توحيد الألوهية
- 2022-03-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12016) من المرسل السابق، يقول: يدعي بعض الناس محبة الله ومحبة الرسول ﷺ مع مخالفة أوامرهما وارتكاب نواهيهما، ما صحة هذه الدعوى؟ وما السبل للوصول إلى حقيقتها؟
الجواب:
يقول الله -جل وعلا-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[1]، وليس المهم أن يحب العبد ربه؛ ولكن المهم أن يحبه الله- جل وعلا. ومحبة الله للعبد جاءت في قوله: « ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل -يعني أنه قد أتى بالفرائض- حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها...إلى آخر الحديث).
وهذا يدلنا على أن فعل الواجبات وترك المنهيات هذا هو الذي يقرب العبد من الله ويبعده من الشيطان.
أما كون الإنسان يدعي محبة الله بلسانه ويلهج بها في مجالسه وفي كلامه مع الناس؛ ولكن إذا اختفى عن أنظار الناس ارتكب المعاصي، فلا شك أن هذا من النفاق؛ لأن أعماله تخالف أقواله، فهذا شأن المنافقين، فالنفاق تارة يكون اعتقادياً، وتارة يكون عملياً.
فعلى الإنسان أن يصدق في معاملته مع الله باطناً وظاهراً، فيكون ولياً من أولياء الله -عزوجل- بدلاً من أن يكون من أولياء الشيطان، فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}[2]، ويقول الله -جل وعلا-: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[3].
فالعبد أما أن يكون ولياً من أولياء الله وذلك بطاعته، أو ولياً من أولياء الشيطان وذلك بطاعة الشيطان ومعصية الله -جل وعلا-.
وعلى كل شخص أن يتقي الله في نفسه فإن أعماله التي يعملها إن كانت طالحة فهي عليه، وإن كانت صالحة فهي له، قال -تعالى-: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}[4] فالأعمال التي يعملها الإنسان مرجعها إليه؛ سواء كانت أعمالاً طيبة، أو أعمالاً خبيثة. وبالله التوفيق.