Loader
منذ سنتين

ما دورنا لما يتعرض له الرسول من إهانة من الكتاب وما السبل لنصرة النبي ﷺ؟


  • فتاوى
  • 2022-02-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10867) أسئلة كثيرة الحقيقة في موضوع نصرة النبي ﷺ وما تعرَّض له من إهانة من بعض كتَّاب الصحف. أغلب الإخوة يسألون عن دورنا تجاه هذه القضية، وعن المقاطعة هل نقوم بها؟ وما السبل التي تدلوننا عليها لنصرة النبي ﷺ؟

الجواب:

        من المعلوم منزلة الرسول ﷺ عند ربه، فهو ﷺ أشرف الخلق عند الله، أشرف من الملائكة ومن جميع الرسل، وهو أشرف الخلق على الإطلاق، وقد خدم العلماء الرسول ﷺ من جهة بيان مكانته ومعجزاته وسيرته.

        وبناء على ذلك: فقد جعله الله -سبحانه وتعالى- لا يُذكر في الأذان إلا مع ذكر اسمه، ولا يُذكر في شهادة أن لا إله إلا الله إلا باقتران محمد رسول الله، فجعله ركناً من أركان الإسلام. وأيضاً داخل في ركن الإيمان؛ لأن الإيمان به ركن من أركان الإيمان، والإيمان به ركن من أركان الإسلام؛ فهذا يدل على علوّ منزلته عند الله -جلَّ وعلا-. ووقت البرنامج لا يتسع لبيان خصائصه وبيان معجزاته وما إلى ذلك؛ لكن عندما يتقرر أن الإيمان به ركن من أركان الإيمان لا يجوز لأي شخص أن يعتدي عليه بأيِّ وجه من وجوه الاعتداء، ولهذا صار من نواقض الإسلام التكذيب بما جاء به، أو ببعض ما جاء به، أو ببغضه هو، أو ببغض شيء مما جاء به، أو حصول الفرح بانتصار الكفار على هذه الشريعة.

        ومنها سيرته وسنته ﷺ إذا فرحوا بانهزام هذه الشريعة، أو كرهوا نصرتها. وهؤلاء الذين صدر منهم هذا الاستهزاء لا شك أنهم مجرمون وكفار؛ لكن يقول الله -جلَّ وعلا-: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)}[1].

        وكما أن الإنسان تكون له منزلة في الجنة على بلوى تصيبه؛ فكذلك تكون للرجل أو المرأة منزلة في النار لا يصل إليها إلا بمقتضى عمل يعمله، يكون هذا العمل سبباً في استحقاقه هذه المكانة من النار؛ لأن كما أن الجنة درجات فكذلك النار دركات.

        لكن هذه الظاهرة هي لها جانب آخر في الحقيقة، وهذا الجانب هو أن الله -سبحانه وتعالى- قال في سورة الأنعام: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[2]، وقال ﷺ: « لا يسمع بي يهوديّ ولا نصرانيّ ولم يؤمن بي إلا دخل النار »[3]. فهذه الواقعة صار لها ظاهرة إعلامية على المستوى العالمي، فمن سمع بهذا الرسول ولم يؤمن به، أو لم يسمع به قبل وسمع به الآن، ولم يؤمن به تحقق عليه قوله ﷺ: « إلا دخل النار » فلها جانب سلبي ولها جانب إيجابي. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (83-84) من سورة مريم.

[2] من الآية (19) من سورة الأنعام.

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد (1/134)، رقم(153).