الفتوى رقم (5635) من مرسلة من اليمن، تقول: أقوم بشراء بعض العطور؛ ولكن بعض العطور أرى بعضها خالياً من الكحول، والبعض الآخر ليس عليها ما يوضح إذا كانت خالية من الكحول أم لا، كيف يكون لي معرفة إذا كانت خالية من الكحول أم لا؟ وهل يمكن استخدام أي عطر يصل إليّ؟

الجواب:

        إذا كان هذا الطيب مشتملاً على الكحول فلا يجوز للإنسان أن يصنعه، ولا يجوز له أن يورّده، ولا أن يوزعه، ولا يبيعه أيضاً، ولا يجوز استعماله؛ لأن الله إذا حرّم شيئاً حرّم ثمنه. وهذا جار على قاعدة من قواعد الشريعة وهي أن الأسباب الممنوعة لا يُرتب عليها مصالح؛ لأن الله -جلّ وعلا- ما منعها لا لما يترتب على وجودها من المفاسد كالخمر فيترتب عليه مفاسد يقول -جلّ وعلا-: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا"[1].

        فالمضار راجحة على المنافع، ولهذا الشارع ألغى اعتبار المنافع وكأنها ليست بموجودة، وبناءً على هذا الأصل فلا يجوز للإنسان أن يستعمل هذه الكحول، ولكن إذا كان الشخص يتعامل بالأطياب ينبغي عليه ألاّ يتعامل بطيب إلا بعد التأكد من خلوه من الكحول، وإذا وجد فيه شيئاً امتنع عن التعامل به، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه. وإذا لم يجد به كحولاً فإنه يتعامل به. وبالله التوفيق.