ما الضابط في الجمع؟ ومتى يكون المطر سبباً في جمع الصلوات؟ وكيف تجمع؟
- الصلاة
- 2022-03-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12503) من المرسل س. أ. أ.، يقول: ما الضابط في الجمع؟ ومتى يكون المطر سبباً في جمع الصلوات؟ وكيف تجمع الصلاة؟
الجواب:
من المعلوم أن الجمع والقصر مشروعان؛ ولكن من ناحية التطبيق كل صورة من الصور التي يُراد إيقاعها لابد من النظر في مناط الحكم الذي يسوُغ الأخذ بهذه الرخصة؛ لأن الرخص من المعلوم أنها على خلاف العزائم، فالعزيمة ما ثبتت على وفق دليل شرعي خال عن مخالف راجح. والرخصة ما ثبتت على خلاف دليل شرعي لمعارض راجح.
فتجد أن الرخص بمثابة الاستثناء من العزائم؛ لكن هذه الرخصة عندما يُراد العمل بها لابد من تحقق المناط الذي يسوُغ الأخذ بها، وإذا أخذ بها الإنسان وهي خالية من المناط المسوغ فإنه لا يجوز له الأخذ بها.
وإذا نظرنا إلى القصر وجدنا أن القصر يكون خاصاً بالسفر؛ ولكن هذا السفر لابد أن ننظر فيه؛ لأن فيه نوعاً من أنواع السفر لا يجوز للإنسان أن يأخذ بالرخصة فيه برخصة الجمع أو القصر؛ هذه الصورة من صور السفر إذا كان الشخص قد سافر سفراً محرماً؛ مثل: الأشخاص الذين ينتسبون إلى الإسلام ولكنهم يسافرون من بلد إلى بلد من أجل إيقاع الأذى بالمسلمين، فأسفارهم هذه أسفار محرمة. وإذا كان السفر محرماً فإنه لا يجوز للشخص أن يترخص برخص السفر؛ لكن يسافر الإنسان سفراً مباحاً، أو يسافر سفراً واجباً؛ مثل: السفر للعمرة، أو السفر للحج أو ما إلى ذلك؛ فإنه يسوُغ له ذلك؛ هذا بالنظر للجمع والقصر في الطريق أيضاً.
أما إذا أقام ببلد ونوى الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه لا يترخص برخص السفر لا بالنسبة للقصر ولا بالنسبة للجمع؛ وكذلك بالنسبة للفطر في رمضان.
أما إذا نوى الإقامة دون أربعة أيام فإن له أن يترخص برخص السفر.
أما إذا كان الشخص مريضاً وكان لا يتمكن من الذهاب إلى المسجد، ويشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فإن له أن يجمع وإذا جمع جمع تأخير يكون هذا أحوط له؛ وكذلك إذا جمع جمع تأخير بالنسبة للظهر والعصر يصليهما في وقت العصر، وجمع تأخير بالنسبة المغرب والعشاء يصليهما في وقت العشاء.
أما بالنظر إلى ما ذكره السائل من ناحية المطر، فإن المطر إذا حصل بحيث إنه يمنع الإنسان من الوصول للمسجد من أجل الصلاة؛ لو حصل هذا المطر والناس يصلون المغرب بحيث إنه يكون يشق عليهم فلهم أن يجمعوا بين العشاء وبين المغرب. ولكل حالة حكمها. وبالله التوفيق.