Loader
منذ سنتين

الجمع بين حديث أوقات النهي في الصلاة وحديث صلاة تحية المسجد


الفتوى رقم (6158) من مرسل لم يذكر اسمه يقول: كيف يمكن الجمع بين حديث أوقات النهي في الصلاة وحديث صلاة تحية المسجد؟ وهل عمل بعض الشباب في المساجد صحيح حينما يقفون داخل المسجد قبل أذان المغرب، وقد سألتهم قالوا: لا يمكننا الجلوس دون صلاة تحية المسجد ولا يمكننا الصلاة لأنه وقت نهي؟

الجواب:

        الأدلة التي جاءت دالةً على النهي عن الصلاة في أوقاتٍ معينة هي عامةٌ من جهة الصلاة وخاصة من جهة الأوقات، فقوله ﷺ: « لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس »، وقوله ﷺ: « لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس »هذا فيه عمومٌ من ناحية الصلاة؛ لأن كلمة "صلاة" نكرة في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تكون عامةً، وفيه خصوصٌ من جهة الوقت؛ لأنه حدد الوقت من بدايته إلى نهايته.

        وجاءت أدلة تدل على خلاف ذلك، فمن ذلك قوله ﷺ: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك » فهذا عامٌ من جهة الوقت وخاصٌ من جهة الصلاة، وكذلك قوله ﷺ: « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ».

        فمن العُلماء من نظر إلى الأخذ بالأدلة الدالة على النهي، ومنهم من قال: إن الأدلة الدالة على الأمر مخصصة للأدلة الدالة على النهي، والمخصصة الدالة على النهي، فقوله ﷺ: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فيصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك »، هذا لا إشكال في أنه عامٌ من جهة الوقت؛ ولكنه خاصٌ من جهة الصلاة، فأخرجوا خصوص الصلاة من عمومها في قوله ﷺ: « لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، و لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس »، وهكذا أخرجوا تحية المسجد وسائر ذوات الأسباب من عموم الصلاة. وبالله التوفيق.