الفتوى رقم (8955) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ما حكم الإفرازات الصفراء التي ليس لها رائحة الدورة بعد الولادة بخمسة وعشرين يوماً؛ أي: في فترة النفاس، هل لها حكم النفاس؟

الجواب:

          علامة الطهر من الحيض أو من النفاس عند بعض النساء نزول الماء الأبيض، والصفرة والكدرة التي تسبق نزول الماء الأبيض هذه تابعة للحيض إذا كانت المرأة حائضاً، وتابعة للنفاس إذا كانت المرأة نفساء، أما إذا كانت الصفرة والكدرة بعد نزول الماء الأبيض فإنها لا تكون في حكم النفاس ولا في حكم الحيض؛ لقول عائشة -رضي الله عنها-: « كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ».

        ومما يحسن التنبيه عليه هنا، وهو ما يقع فيه كثير من النساء، أنه لابد من معرفة الفروق بين دم الحيض ودم الاستحاضة، فدم الحيض يميل إلى السواد وثخين ورائحته كريهة، ودم الاستحاضة أحمر وخفيف وليست له رائحة. ومن النساء من تكون عادتها الجفاف يحصل في نهاية النفاس أو يحصل جفاف في نهاية مدة الحيض والحكم في ذلك واحد، فإذا تحققت المرأة أن عادتها هو الجفاف فإن الصفرة والكدرة التي تسبق الجفاف من الحيض أو من النفاس هذه تابعة للحيض وللنفاس، وإذا كانت هذه الصفرة أو هذه الكدرة نازلة بعد الجفاف، فلا يكون حكمها حكم النفاس ولا حكم الحيض، وبالله التوفيق.