Loader
منذ 3 سنوات

حكم الإسلام في من قال في شيءٍ حرّمه الله ورسوله: إن الإسلام لايرى ذلك جميلاً، أما أنا فأراه جميلاً، وأحب أن أعمله؟


  • الرخص
  • 2021-12-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3364) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الإسلام فيمن قال في شيءٍ حرّمه الله ورسوله: إن الإسلام لا يرى ذلك جميلاً، أما أنا فأراه جميلاً، وأحب أن أعمله؟

الجواب:

 لا شك أنه لا يجوز للإنسان أن يحرّم ما أحلّه الله -جلّ وعلا-، كالأشخاص الذين يحرمون الأكل مما مسّته النار، أو الأشخاص الذين يحرّمون أكل لحم بهيمة الأنعام، ويقولون: إن هذا من باب الرفق بالحيوان. ويكتفون بالأشياء المعلبة، فهؤلاء يحرّمون ما أحلّ الله لهم.

        ولا يجوز للإنسان أن يحلّل ما حرّمه الله -جلّ وعلا- كشخصٍ يستحل الخمر؛ لأن من شربها قد يشربها وهو يعتقد حرمتها، وقد يشربها وهو يعتقد حلّها، وإذا كان معتقداً حلّها، فهذا أمرٌ لا يجوز له، وتحريمها قد نصّ عليه القرآن، ونصت عليه السنة، وأجمع عليه أهل العلم، فهو من الأمور المقطوع بثبوتها، فالشخص الذي يعتقد بحلّه يكون قد أتى بناقضٍ من نواقض الإسلام.

لكن قد يكون جاهلاً في هذا الأمر، وقد يكون عالماً بالحكم، وعلى كلّ حال يبيّن له الحكم في ذلك، وأنه قد خالف ما دلت عليه الأدلة الشرعية، فلا يجوز للإنسان أن يعارض ما ثبت بالأدلة الشرعية من الأحكام.

نعم، الشريعة جاءت بالعزائم من جهة، وجاءت بالرخص من جهةٍ أخرى، ومجيء الشريعة بالرخص من أجل توسعة الله -جلّ وعلا- على عباده، وذلك حينما يكون الأخذ بالعزيمة فيه مشقةٌ خارجةٌ عن المعتاد. فإذا كان الإنسان يخشى على نفسه من الموت، وليس عنده غذاء، ولكن عنده ميتة فلا مانع من أن يأكل من الميتة، أو من الخنزير، أو يشرب الدم. وإذا غصّ وليس عنده سوى الخمر، فلا مانع من أن يدفع هذه الغصة بجرعةٍ من الخمر.

فإذا كان الإنسان عندما يقع في حرجٍ يجد توسعةً من الله -جلّ وعلا-، فلماذا يسلك هذا المسلك الخاطئ الآثم، فيعبث فيه بشرع الله -جلّ وعلا-، فيحلّل ما حرّمه الله -جلّ وعلا-، ويحرّم ما أحلّه الله -جلّ وعلا- نسأل الله -سبحانه وتعالى- العافية؛ لأن الله تعالى يقول: "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ"[1] وهذا نوعٌ من الزيغ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (5) من سورة الصف.