طالب في قسم الدراسات الإسلامية يسأل عن أفضل المراجع لدراسة الحديث وعلم الحديث، وأفضل طريقة لدراسة الأسانيد وأجمع الكتب في الحديث
- فتاوى
- 2021-07-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5368) من المرسل أ. أ. ع، يقول: أنا طالب في قسم الدراسات الإسلامية وأشتغل كثيراً بالحديث. وسؤالي إليكم أرجو أن تدلوني على أفضل المراجع لدراسة الحديث وعلم الحديث، وأرجو من فضيلتكم أن تدلوني على أفضل طريقة لدراسة الأسانيد وأجمع الكتب في الحديث.
الجواب:
وجود ظاهرة توجيه نشاط طالب العلم توجيهاً خاصاً إلى فن من فنون العلوم الشرعية ووسائلها هذا عمل -في حدّ ذاته- طيب، ولكنه لا يُكوِّن هذا الشخص تكويناً علمياً متكاملاً، بحيث إنه يستطيع أن يعرف الأحكام الشرعية.
وبيان ذلك أن العلوم الشرعية أصلها القرآن، والقرآن يبيّن بعضه بعضاً، والسنة مبينة للقرآن، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين على القرآن والسنة هذا فيه بيانٌ وتفسير لهما.
والفقه مستنبطٌ من القرآن والسنة بطرق الاستنباط المعروفة، والعقيدة بجميع تفاصيلها مستنبطة من القرآن والسنة، والقرآن له تفسيرٌ وله علوم، والسنة لها متنٌ ولها علوم، واللغة العربية مفتاحٌ لفهم القرآن وفهم السنة.
وبناءً على ذلك فالذي ينبغي لطالب العلم أن يوسع جهوده ويدرس العلوم الشرعية ووسائلها وذلك ليتكوّن تكويناً علمياً شرعياً بغاياته ووسائله، وبعد ذلك يستطيع أن يعرف الحكم الشرعي في المسائل التي تعرض عليه؛ وذلك من خلال جمع أدلتها وجمع كلام أهل العلم على هذه الأدلة، والنظر في ذلك على حسب الوسائل التي درسها، وبهذه الطريقة يكون الشخص على بصيرة من أمره في حالة ما إذا أراد أن يعمل بنفسه، أو أراد أن يبين لغيره.
أما ما سأل عنه الشخص في حد ذاته فمن المعلوم أن الحديث قد اعتنى به العلماء السابقون، وألّفوا الكتب التي اشتملت على الأحاديث عن رسول الله ﷺ بأسانيدها، وبيّنوا ما يكون منها صحيحاً وما يكون ضعيفاً، وألفت الكتب في جميع ذلك. وتنوعت كتب الحديث، فمنها الكتب التي اعتنت ببيان الحديث الصحيح؛ مثل: صحيح البخاري وصحيح مسلم، وصحيح ابن خزيمة، ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان، وغير ذلك من الكتب التي اعتنت بالأحاديث الصحيحة.
وفيه نوع من التأليف يجمعون به الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد، وهذه الكتب مرتبة أبوابها على حروف المعجم؛ مثل: جامع الأصول من أحاديث الرسول، وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال. وفيه كتب على هذا المسار. وفيه كتب ألفت على أساس أحاديث الأحكام؛ مثل: بلوغ المرام، والمنتقى، والإلمام لابن دقيق العيد، وغير ذلك من الكتب التي اعتنت ببيان أحاديث الأحكام وترتيبها على أبواب الفقه.
وفيه نوع من المؤلفات مرتبةً على حروف المعجم؛ أي: إنك إذا أردت حديثاً فإنك تنظر في أول كلمةٍ منه، ومن أمثلة الكتب التي ألفت في هذا كتابٌ واسعٌ جداً اسمه: "راموز الحديث" فهذا من أحسن الكتب. وفيه الجامع الصغير والجامع الكبير للسيوطي. وفيه كتبٌ مؤلفةٌ على حسب الأسانيد؛ مثل: جامع المسانيد والسنن لابن كثير، يقع في ثمانية وثلاثين مجلداً.
وفيه كتبٌ مرتبة على حروف المعجم؛ أي: إن الحديث إذا كان يشتمل على خمس كلمات يذكر في خمسة مواضع، فيذكر -مثلاً- كلّ كلمة تذكر في مكانها على حسب ترتيب الكلمات على حروف المعجم. ومن أمثلة ذلك مفتاح كنوز السنة؛ وكذلك المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي؛ هذا بالنظر إلى كتب الحديث.
أما بالنظر إلى ما يتعلق بعلم الرجال، ففيه كتاب تهذيب الكمال، وفيه تهذيب التهذيب، وفيه الخلاصة، وفيه كتب كثيرة خاصةٌ بالرجال. وأنصح السائل بالرجوع إلى فهارس المكتبات التي يتمكن من الوصول إليها، والاطلاع على الفهارس المتعلقة بالسنة؛ فإنهم يعتنون بها فيذكرون فهارس لكتب الحديث، وفهارس لما يتعلق بعلم الرجال؛ أما ما يتعلق بعلوم الحديث فمن ذلك: مقدمة ابن الصلاح، وألفية العراقي، وكتاب المقنع، وغير ذلك من الكتب التي ألفت في علوم الحديث. وبالله التوفيق.