Loader
منذ سنتين

يشعر بوساوس ناتجة عن كثرة الحلف بالله في كل شيءٍ في حياته، هل عليه كفارة؟


الفتوى رقم (8261) من المرسل السابق، يقول: أشعر بوساوس كثيرة ناتجة عن كثرة الحلف بالله في كل شيءٍ في حياتي، حتى في لبس الحذاء -أكرمكم الله- أحلف أن ألبسها هنا، وبهذه الطريقة، ونحو ذلك في كل شيء، أنا الآن عليّ أكثر من شعر رأسي من الكفارات، هل عليّ تجاهها شيء؟ رغم أنها تصدر من غير محبةٍ مني لها ولكني اعتدت عليها، وأنا لا أتمنى أن يحصل هذا، فماذا أفعل؟

الجواب:

        اليمين التي تصدر من الشخص تارة تكون من باب اللغو، وهي ما يجري على اللسان دون قصد القلب، والله -جل وعلا- يقول: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}[1]، ومن اليمين ما يعقد الإنسان قلبه عليه، يحلف على أن يفعل هذا الفعل أو يترك هذا الأمر، الرسول ﷺ يقول: « إني لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وكفّرت عن يميني ».

        ومما يظهر أن هذه الأيمان التي يذكرها الشخص أنها نتيجة وسواس قهري، فيتكلم بها كلاماً لا يستطيع أن يردها، فإذا كان ذلك كذلك، فإنه ليس عليه فيها شيءٌ؛ لأنها أيمانٌ قهريةٌ لا يستطيع أن يرد نفسه عنها، فقد تكون من باب يمين اللغو، وقد تكون من باب الوسواس القهري، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (89) من سورة المائدة.