أتتها وساوس في الصلاة أدت إلى تأخيرها ثم التقصير فيها
- الصلاة
- 2021-07-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6583) من المرسلة أ.ع. من بيشة، تقول: كنت ملتزمة بصلاتي إلى أن جاءتني وساوس وشكوك فأهملت صلاتي ثم أخّرتها عن وقتها، ثم أصبحت أؤديها بشكل متكلف جداً؛ ولكن منّ الله عليّ بالهداية، علماً بأنني كنت لا أرضى بتقصيري هذا في الصلاة وإهمالي، ولا أعرف أن أصف حالتي كثيراً. سؤالي: لدي بعض الصلوات التي تركتها كتبتها في دفتر فهل عليّ قضاؤها مع العلم أنها كثيرة ثم إن بعض الصلوات لم أكتبها ولا أعرف كم هي، أحسن الله إليكم؟
الجواب:
هذه الحالة التي تصفها المرأة أنها أصابتها هذه نزغة من نزغات الشيطان يوسوس لها في طهارتها وفي صلاتها، وقد يأتي في حجها وعمرتها، وقد يتطور الأمر؛ لأن الوساوس هذه إذا استسلم لها الإنسان فإنها تتطور معه، ولهذا قال الرسول ﷺ: « يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله »[1]، فالشيطان ليس له حدٌ معينٌ يقف عنده من جهة إضلال بني آدم، ولهذا ذكر الله عنه أنه قال: "لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا"[2]،"فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ "[3].
فمن وجد لديه هذه الوساوس فإنه يحتاج إلى أمرين:
أما الأمر الأول فهو: قوة الإرادة. ومعنى قوة الإرادة أنه إذا توضأ لا يعيد الوضوء، وإذا صلى لا يعيد الصلاة.
والأمر الثاني: كثرة الدعاء وذكر الله -جل وعلا-؛ وكذلك المحافظة على الورد في آخر النهار بعد العصر، أو بعد المغرب، وبعد صلاة الفجر، وإذا سلك هذين الأمرين فإنه قد يخف عنه هذا الوسواس وقد يزول بإذن الله -جل وعلا-؛ أما هذه المرأة فهي أعلم بنفسها إذا كانت قد تركت شيئاً من الصلوات الماضية فإنها تقضيها على حسب قدرتها؛ لعموم قوله -تعالى-: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"[4]. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده (4/123)، رقم (3276)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها(1/120)، رقم(134).