حكم الدعاء الجماعي بصفة معينة بعد الانتهاء من صلاة الفجر
- الصلاة
- 2021-09-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1358) من المرسل ح.م.م من الصومال، يقول: أحب قبل سؤالي أن أوجه إليكم تحيةً ودعاءً من الله -تعالى-؛ لأنني أستمع هذا البرنامج منذ خمسة عشر شهراً، وأستفيد منه علوماً كثيرة عن الأحكام والشريعة الإسلامية والحمد لله، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأرجو الله أن يهدي الجميع لصراطه المستقيم.
سؤالي: في فرعنا مسجد يصلّي الناس فيه جميع الأوقات، ويتدارسون فيه والحمد لله؛ ولكن رأيت عملاً يعمله الناس في المسجد في بعض الأوقات، فبعد كلّ صلاة صبح إذا فرغوا يدعو الإمام ويقوم الناس ويصافح بعضهم بعضاً، وبعد المصافحة يقومون صفاً مربعاً، ثم يرفعون أيديهم ويدعو كبيرهم أو عالمهم في الفقه، وهذا الدعاء يكررونه مرتين، وفي ذلك الحين بعض الناس يؤدون فريضة الصلاة في المسجد، فما حكم مثل ذلك العمل؟ وبم تنصحون الناس؟
الجواب:
هذا العمل الذي وصفه السائل في سؤاله لم يكن معمولاً به في عهد الرسول ﷺ، ولا في عهد خلفائه، ولا في عهد الصحابة ولا التابعين أو أتباع التابعين. وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ». قال الراوي: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة". والخير في اتباع هدي الرسول ﷺ ولو كان هذا العمل على هذه الهيئة خيراً لسبق إلى ذلك الرسول ﷺ؛ وهكذا خلفاؤه من بعده وأصحابه. وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، وفي رواية: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ». وقد كان هدي الرسول ﷺ في ذلك وهدي أصحابه رضي الله عنهم أن كلّ شخص يدعو لنفسه في المكان الذي يناسبه؛ وكذلك في الوقت الذي يناسبه، والهيئة التي يختارها من الهيئات المشروعة؛ وكذلك من ناحية الأدعية. الأمر في هذا واسعٌ من ناحية اختيار المكان، واختيار الزمان، واختيار الأدعية التي يدعو بها الإنسان؛ لكن في حدود ما يُجيزه الشارع.
وأنا أنصح السائل وكذلك المستمعين أن يبحثوا عن بعض الكتب المُشتملة على الأدعية، ومن أمثلة ذلك كتاب الأذكار عن النووي، وعمل اليوم والليلة للنسائي، وغير ذلك من الكتب المشتملة على الأدعية الصحيحة عن الرسول ﷺ، وبيان أوقاتها ومناسباتها وما إلى ذلك.
وكذلك هيئة الداعي من ناحية ما يدعو به ويرفع يديه في بعض المواضع؛ وكذلك ما يدعو به بعد الصلوات ونحو ذلك، وكذلك أدعية الصباح والمساء إلى غير ذلك من التفاصيل الموجودة في هذين الكتابين ونحوهما من الكتب. وبالله التوفيق.