Loader
منذ سنتين

ما الأسباب التي تقي من الفتن في هذا الزمن؟


  • فتاوى
  • 2022-03-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12354) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول ما الأسباب التي تحمي وتقي الإنسان من الفتن في هذا الزمن؟ 

الجواب: 

لا شك أن الفتن باعتبار مواردها قد تكون الفتنة في الدين، والفتنة التي تكون في الدين قد تكون في أصله؛ وهكذا فيما يتفرع عن هذا الأصل من الفروع. والفتنة هذه قد تكون فتنة شبهة، وقد تكون فتنة شهوة، فالشخص محتاج إلى كونه على بصيرة من أمور دينه وذلك من أجل أن يميز ما يسوغ الإقدام عليه وما يحرم الإقدام عليه، حتى إذا امتنع يكون امتناعه على بصيرة وإذا أقدم يكون إقدامه -أيضاً- على بصيرة.

أما الشخص الذي ليست عنده بنية علمية تحتية، هذا ليس عنده مادة يستمد منها التمييز بين الأمور؛ بمعنى: إن الشخص قد يعتبر الشيء فتنة مع أنه قربة إلى الله -جل وعلا-، وعلى هذا الأساس لابد أن يكون الشخص على بصيرة من العلم؛ هذا من جانب.

ومن جانب آخر هذا العلم الذي تعلمه يعمل به، ويكون عمله به ابتغاء وجه الله -جل وعلا-، ولهذا جاء في وصية الرسول ﷺ لعبد الله بن عباس: « احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ».

فلا شك أن الشخص عندما يُيسر الله له أن يحّصن نفسه بالعلم؛ وكذلك بتطبيق هذا العلم بالعمل؛ فيكون هذا من حفظ العبد لحق الله -جل وعلا- علماً وعملاً وقصداً؛ وبالتالي تكون النتيجة تحصين الله -جل وعلا- له من جميع الفتن.

أما الشخص الذي يكون سيره في هذه الحياة سيراً عشوائياً؛ يعني: ليست عنده بنية تحتية علمية يستمد منها. والأعمال التي يعملها لا تكون مستمدة من بنية علمية صحيحة؛ فإنه يتخبط في هذه الحياة على غير بصيرة.

فواجب على العبد أن يتعلم أولاً، ويعمل ثانياً، وأن يسأل الله -جل وعلا- فإن الرسول ﷺ يقول: « يأتي فتن في آخر الزمان الماشي فيها خير من الساعي، والقائم خير من الماشي، والقاعد خير من القائم »[1]. ومعنى ذلك أن الناس قد يحصل منهم اشتراك في هذه الفتن مع عدم البصيرة. والاشتراك يكون مختلفاً كما بينه الرسول ﷺ بعض الناس يسعى كالذي يركض، وبعض الناس يشترك فيها؛ ولكن مثل الذي يمشي والشخص القاعد هذا لم يشترك.

فعلى كل حال على الإنسان أن يكون على بصيرة من دينه أولاً، وأن يسأل الله -جل وعلا- الإعانة ثانياً، وأن يتجنب جميع الأشخاص وجميع الاجتماعات التي تكون مصدراً لهذه الفتن. وبالله التوفيق. 



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (4/198)، رقم(3601)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر(4/2211)، رقم(2886).