الفتوى رقم (5287) من المرسلة السابقة، تقول: امرأة أحياناً إذا توضأت تصر في قرارة نفسه أن تتوضأ فتغسل الأعضاء ثلاثاً؛ خوفاً من أن يكون هناك بقعة لم يصلها الماء بعد غسلها مرة واحدة؛ لأنها سمعت الرسول ﷺ الذي أمر الرجل الذي توضأ بأن يعيد وضوءه؛ لأنه كان هناك بقعة في قدمه، أو جزء لم يصله الماء فقال له الرسول ﷺ: « أعد ضوءك »[1]، فما الحكم يا ترى هل هي وسوسة من الشيطان أم أن ذلك صحيح؟ وإن كانت وسوسة فهل تغسل الأعضاء وتكتفي ولا تلتفت لما يزورها من أفكار؟

 الجواب:

        الرسول ﷺ توضأ مرة؛ يعني: غسل كلّ عضو من أعضاء الوضوء مرة واحدة، وتوضأ مرتين مرتين؛ يعني: غسل كلّ عضو من أعضاء الوضوء مرتين، وتوضأ ثلاثاً؛ يعني: غسل كلّ عضو من أعضاء الوضوء ثلاث مرات.

        وعلى هذا الأساس فالواجب هو غسل العضو مرة واحدة بحيث إن الشخص يتأكد أنه غسل جميع العضو، وعندما يحصل منه تأكد أنه غسل جميع العضو مرة واحدة فقد أدى الواجب في ذلك، ولا يلتفت إلى ما يعرض له بعد ذلك؛ لأن ذلك من الوساوس، وإذا زاد على الواجب مرة ثانية أو ثالثة فيكون قد حصل على ثواب الواجب وهو المرة الأولى، وثواب السنة وهو المرة الثانية والمرة الثالثة.

        أما ما يفعله بعض الناس من ناحية أنه قد يتوضأ خمس أو عشر مرات، حتى أن شخصاً سألني وقال: إنني أدخل أتوضأ لصلاة المغرب بعد أذانه ويؤذن العشاء وأنا ما أزال أتوضأ للمغرب، فهذا لا شك أنه من الوساوس. والشيطان عندما يجد مدخلاً على الإنسان فإنه يحرص بالقدر الذي يتمكن من إبطال عمله من جهة، أو إشغاله على أداء الصلاة جماعة؛ المهم أنه يحدث عنده ارتباك في أمور دينه، فالواجب على الشخص عدم الالتفات إلى الوساوس. وبالله التوفيق.