تربية الرجل أولاده على عدم الاحتكاك بالناس، وشعورهم بالخجل والحرج، وأصبحوا يخرجون من المكان الذي يوجد فيه والدهم
- فتاوى
- 2022-01-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8491) من المرسلة السابقة، تقول: أبي رجل منطو، ربانا على عدة أشياء منذ الصغر لا نستطيع الآن أن نتخلص منها بعد أن كبرنا حيث أصبحت أعمارنا فوق العشرين، منها وجود صعوبة بالاحتكاك بالآخرين، وعدم القدرة على زيارة الأقارب حيث نشعر بالخجل والإحراج، أحياناً عندما يحضر أبي إلى المنزل نقوم بالخروج من المكان الذي يجلس فيه، وجهوا لنا النصيحة، هل نحن آثمون في هذه الأفعال التي ذكرناها؟
الجواب:
تربية الشخص لمن تحت يده من الأمور المهمة، فقوله ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته »، من وجوه الرعاية أيضاً: التربية، والتربية بين الأب وبين أولاده تحتاج إلى أمر مهمٍ جداً يكون في مقدمة هذه التربية، هذا الأمر المهم هو: تربيتهم على إلف البيت، وإلف من فيه، وتجنب جميع الأسباب التي تنفر الولد أو تنفر البنت عن البيت من ناحية التعامل معه.
فقد يتعامل الأب مع ابنه معاملة تنفير، وعلى هذا الأساس يكره الأب ويكره البيت ويبحث عن جهةٍ يستريح فيها، ويجد بعد ذلك من قرناء السوء من يتلقفه، يستقبله، يفسح له المجال، يعطيه المال حتى يفسده لا من جهة عرضه، ولا من جهة دينه، ولا من جهة سلوكه في دراسته وما إلى ذلك، فقد وُجد كثير من الشباب يتركون الدراسة، وإذا سألت الواحد منهم قال: أنا لا أطيق البقاء في البيت لسوء معاملة والدي لي.
أما إذا تعامل الوالد مع أولاده معاملةً حسنة بمعنى أنه يتجنب جميع الأمور المنفرة، هذا من جهة، ومن جهةٍ ثانية أنه يغنيهم عن الناس بمعنى أنهم لا يحتاجون إلى شيءٍ من خارج البيت، فإذا سلك هذين المسلكين يأتي بعد ذلك تعليمهم ما يجب عليهم وتنبيههم على ما حرم الله عليهم.
وبهذه الطريقة يكون الأب قد ربى أولاده تربية شرعية ورغبهم في البقاء في البيت.
أما ما ذكرته السائلة، فهذا أمرٌ انتهى ولكن كل واحدٍ من هؤلاء الأولاد عليه أن يعالج نفسه بنفسه؛ بمعنى: أنه يحاول امتثال ما أمر الله به من جهة وتجنب ما حرم الله من جهةٍ أخرى فيربي نفسه هو على ذلك، وبالله التوفيق.