Loader
منذ سنتين

الحياء الذي أمر الرسول ﷺ بتركه


  • فتاوى
  • 2021-12-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3193) من المرسل السابق، يقول: أي الحياء الذي نهى الرسول ﷺ عن تركه حينما مرّ برجلٍ ينهى أخاه عن الحياء؟

الجواب:

 قد يستحي الإنسان من فعل ما حرّم الله -جلّ وعلا-، وهذا حياءٌ محمود. وقد يستحي من ترك ما أمر الله به، وهذا من الحياء المحمود؛ لكن عندما يستحي مما ينبغي فعله، فهذا من الحياء المذموم، « ولهذا الرسول ﷺ كان جالساً في المسجد، ومعه جمعٌ من الصحابة يعلّمهم، فدخل ثلاثة نفر إلى المسجد، وبعدما دخلوا ووقفوا خرج الأول منهم، والثاني وقف يفكر ثم خرج، والثالث: وقف يفكر ثم جلس. وبعد أن انتهى رسول الله ﷺ من حديثه مع الصحابة قال: ألا أخبركم بخبر الثلاثة؟ قالوا: نعم، قال: أما الأول فأعرض فأعرض الله عنه. وأما الثاني فاستحى فاستحى الله منه. وأما الثالث: فآوى فأواه الله »[1].

الشاهد من الحديث: هذا الذي استحى أن يخرج من حلقة الرسول ﷺ.

وأما سؤاله عن الكتب التي ننصحه بقراءتها، على الشخص أن يعتني بكتاب الله -جلّ وعلا-، يقرؤه ويتدبره، ويفهم منه ما أمكنه أن يفهمه، ويستعين بقراءة بعض كتب المفسرين؛ مثل: تفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن كثير، وتفسير ابن عطية، وتفسير البغوي. وإذا تطور وأراد أن يتوسّع ففي إمكانه أن يقرأ كتب التفسير التي تعتني بالأحكام؛ كأحكام القرآن للقرطبي، وأحكام القرآن لابن العربي، وأحكام القرآن للشافعي (جمع البيهقي).

وهكذا يعتني بالكتب التي فسّرت القرآن من جهة الإعراب؛ مثل: كتاب إعراب القرآن للنحاس، وكتاب إعراب القرآن للعكبري.

وكذلك يعتني بالتفاسير التي فسّرت القرآن من الناحية البلاغية، ومن أبرز ما كتب في ذلك: تفسير الزمخشري، فإنه اعتنى ببلاغة القرآن.

 وعلى الشخص أن يضيف إلى قراءته للتفسير قراءة السنة، ما ثبت عن رسول الله ﷺ، ويضم الأحاديث التي تتعلق بالآيات، يفهم معاني هذه الأحاديث؛ لأن السنة مبينةٌ للقرآن، فعلى سبيل المثال: عندما يريد أن يقرأ تفسير آيات الطهارة من القرآن، بإمكانه أن يضم إلى ذلك أحاديث الطهارة من السنة، وعندما يريد أن يقرأ تفسير آيات الصلاة التي وردت في القرآن، بإمكانه أن يضم إلى ذلك الأحاديث التي ثبتت عن رسول الله ﷺ.

وقد اعتنى علماء الحديث بجمع الأحاديث المتعلقة بموضوعٍ واحد في محلٍ واحد، من أبرز الأمثلة في هذا كتاب: منتقى الأخبار، فإنه اعتنى بجمع كثيرٍ من الأحاديث المتعلقة بموضوعٍ واحد في محلٍ واحد، واعتنى ببيان درجة هذه الأحاديث، كما اعتنى بالروايات التي يمكن أن يكون في ظاهرها التعارف؛ كأن يذكر العام ثم يذكر ما يخصّصه، أو يذكر المطلق ثم يذكر ما يقيّده، أو يذكر المجمل ويذكر ما يفسّره، أو يذكر الظاهر ويذكر ما يدل على أنه لا يقصد به الظاهر؛ وإنما يقصد به المعنى المرجوح. إلى غير ذلك من وجوه بيان السنة للسنة، وبيان السنة للقرآن، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من قعد حيث ينتهي به المجلس (1/24)، رقم(66)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب من أتى مجلساً فوجد فيها فرجة فجلس فيها (4/ 1713)، رقم(2176).