معنى قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} وقوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ......} وما هي صلاة الأوابين؟
- الصلاة
- 2021-12-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4867) من المرسل ج. م، يقول: ما تفسير قول الله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}[1]، ثم يسأل عن قوله سبحانه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[2]، ثم يسأل أيضاً عن صلاة الأوابين هل هي صلاة الضحى أم أنها صلاة تصلى بين المغرب والعشاء وكم أقلها وكم أكثرها؟وهل يقرأ في الركعة الأولى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}[3]، وما توجيهكم حول قيام الليل والنوافل؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- فرض الصلوات الخمس، فرضها من جهة مواقيتها، ومن جهة أعدادها، ومن جهة كيفياتها، ومن جهة ما شرع فيها من الدعاء.
ولما كان الشخص في أدائه لهذه الفرائض، قد يحصل منه نقصٌ، شرع الله جل وعلا رواتب، شرع نوافل، وإذا جاء يوم القيامة وحصل نقصٌ في الفرائض، فإن هذا النقص يُكمل من النوافل التي يفعلها الإنسان، فيه رواتب ركعتان بعد المغرب ركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر وأربع ركعات قبل الظهر وأربعٍ بعدها وفي العصر قال ﷺ: « رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعة ركعات »، ومشروع للشخص أن يصلي صلاة الضحى، وذلك من ارتفاع الشمس قدر رمح حتى يأتي وقت النهي؛ يعني: قبل الظهر بقليل، ويقول ﷺ: « صلاة الأوابين حين ترمض الفصال »[4]، والشخص يصلي صلاة الضحى إن شاء صلى ركعتين، أو أربعاً، أو ستاً، أو ثمان، أو أكثر من ذلك، فليس هناك حد يقف الشخص عنده، فالله تعالى يقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[5] وكذلك مشروع التطوع بين الظهر وبين العصر، وبين المغرب وبين العشاء، وبعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كل هذا الوقت مشروع للإنسان أن يتنفل فيه، أن يصلي ما شاء من الصلوات.
وإذا كان الإنسان في زمن الاستطاعة من جهة صحته وظروفه وسائر إمكانياته فإنه ينبغي له أن يكثر من صلوات السنن؛ لأنها تقربه إلى الله تعالى وتقويه أيضاً على فعل الطاعات من صلاة الفرائض وسائر الطاعات الأخرى، ولا ينبغي له أن يتكاسل؛ لأن بعض الناس يتكاسل حتى عن أداء الفرائض جماعةً يصليها في البيت وهذا لا يجوز له إلا إذا كان هناك عذرٌ.
فالمقصود: أن الشخص يكون حريصاً على صلاة الفرائض، و يكون حريصاً على صلاة الرواتب، ويكون حريصاً على صلاة الضحى، وعلى صلاة الليل، وفي الليل تكون الجوارح هادئة يتواطأ القلب واللسان على قراءة القرآن، ولهذا الله جل وعلا قال لنبيه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[6]. وبالله التوفيق.
[4] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال (1/515)، رقم(748).