Loader
منذ سنتين

حكم خروج المرأة إلى الأسواق غير متحجبة وكاشفة عن وجهها


  • فتاوى
  • 2021-12-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2237) ع. ع،من جدة، يقول: ما رأي فضيلتكم وما رأي الإسلام في النساء اللآتي يذهبن إلى الأسواق وهنّ غير متحجبات الحجاب الشرعي، أو متحجبات؛ ولكن إذا دخلن المتجر يكشفن عن وجوههن بحجة أنهن يردن رؤية البضاعة، أرجو منكم التوجيه حول هذا الموضوع.

الجواب:

        أولاً: أن السائل إذا كان عنده زوجة أو كان عنده بنات أو كان عنده أخوات، عليه أن يقوم عليهنّ حسبما يقتضيه الوجه الشرعي من جهة منعهنّ عن الخروج إذا كان الخروج يؤدي إلى مفسدة، وعليه ثانياً: أن ينصح من يستطيع نصحه من والدٍ أو من إخوانٍ، أو من أخواتٍ؛لأن الأخت قد تكون متزوجة، تكون عند زوجها فيحاول أن ينصح من يستطيع من أقاربه وجيرانه وأصدقائه الذين يلاحظ عليهم هذه الملاحظة، هذا بالنظر للسائل وذلك لعموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه.. » الحديث.

 أما من جهة الموضوع كموضوعٍ عام، فلا شك أن هذه مشكلة من المشاكل الاجتماعية، وليست خاصة في بلدٍ معين، وإنما هي من الأمور العامة، والمسؤولية في هذا تقع على ولي المرأة بالدرجة الأولى، ثم على المرأة في الدرجة الثانية، ثم على الناس الآخرين الذين يشاهدون النساء، يجب عليهم أن يغضوا من أبصارهم كما أمر الله جل وعلا.

فأما بالنسبة لولي المرأة، فعليه أن يحافظ عليها سواءٌ كان والداً لها، أو أخاً لها، أو زوجاً لها، أو ابناً لها، أو ولياً لها، بأي نوعٍ من أنواع الولايات الشرعية التي تجعله مسؤولاً عنها من هذه الناحية. وعليها هي أن تتعاون معه في هذا المجال، وأن تستسلم لأمره، وأن تطيعه، وأن لا تخرج عن طاعته؛ لأن من المقاصد المحافظة على مصلحتها في المعاد، يعني في الحياة وفي الآخرة، فمصلحتها في الحياة من ناحية سلامة عرضها، ومن ناحية الآخرة تكون مأجورة وتسلم من الإثم.

وأما بالنسبة لجانبٍ مهمٍ في هذا الموضوع وهو: الجهات المسؤولة عن هذا المجال، عليها أن تقوم بقدر استطاعتها في ذلك، وهنا أمرٌ يجب التنبيه عليه، فكثيرٌ من أولياء أمور النساء يتساهلون من جهتهنّ تخرج بمفردها، أو تخرج مع زوج أختها، أو تخرج مع السائق، أو تخرج مع الخادم، ولا يدرى أين تذهب، فعلى كل حال فالمسؤولية مسؤوليةٌ عظيمةٌ، والرسول ﷺ يقول:«  كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته.. » إلى آخر الحديث، ويقول الله جل وعلا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"[1]، فعلى كل شخصٍ أن يتقي الله في نفسه، وأن يتقي الله في من ولاه الله أمره، وبالله التوفيق.



[1] الآية (6) من سورة التحريم.