معنى حديث: « من كان مأكله حرام وملبسه حرام فالنار أولى به »
- فتاوى
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (590) من المرسل السابق، يقول: هل الحديث الذي يقول: « من مأكله حرام وملبسه حرام فالنار أولى به »، ما معنى هذا الحديث؟ وهل هو صحيح؟
الجواب:
أولاً: إن الشخص مركب من الروح والبدن، ولكلّ منهما غذاء، فغذاء الروح بكتاب الله وسنة رسوله، وبما يأتيه الإنسان من الأعمال والأقوال والاعتقادات المشروعة؛ وكذلك تجنبه للأمور التي ليست مشروعة، فهذا يغذي روحه ويقويها، ويجعل روحه تتعلق بالله وبالخير وأهل الخير؛ وكذلك تبعد عن الشر وأهل الشر.
وكذلك البدن له غذاء مادي من مأكولات ومشروبات هذه تغذي البدن. وهناك أمور أخرى مثل الملبوسات والمساكن والمركبات، فهذه يستعان بها للمحافظة على بقاء البدن من جهته وعلى راحته والغذاء الروحي إذا كان طيباً فله تأثير على الجسم، وإذا كان سيئاً فله تأثير على الجسم، فالمعاصي غذاء سيء وله تأثير على الروح والجسم، والأعمال الطيبة لها تأثير على الروح والجسم؛ وكذلك الأشياء التي يغذي بها الإنسان بدنه من المال الحرام، فلها تأثير على بدنه وروحه، فهذا النوع من الغذاء مثبط للإنسان عن امتثال الأوامر، ويجعله يرتكب المعاصي؛ لأن الحسنة تقول: أختي أختي، والسيئة تقول: أختي أختي. ولهذا لما سأل رجل الرسول ﷺ بأن يكون مستجاب الدعوة، قال له الرسول: « أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة »، وقال الله:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"[1]، وقال تعالى:"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ"[2]، وقد جاء في حديث للرسول ﷺ: « ذكر الرجل في السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام وغذّي بالحرام فأنى يستجاب لذلك »[3]؛ لذلك فالكسب الحرام تغذية الإنسان لبدنه يكون من موانع قبول الدعاء، وقد جاء في حديث آخر: « لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به »[4].
فعلى الإنسان أن يتقي الله فيما يغذي به روحه وبدنه، وعليه أن يأخذ بالغذاء الطيب لروحه وبدنه، واجتناب الغذاء الخبيث؛ سواء للروح أو البدن، وفي ذلك تقوية له على طاعة الله. وبالله التوفيق.
[4] أخرجه أحمد في مسنده(22/332)، رقم(14441)، والترمذي في سننه، أبواب الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة(2/512)، رقم(614).